العلم أساس تقدم الأمم

 د. عبد العليم سعد سليمان المنشاوي| كلية الزراعة _ جامعة سوهاج

العلم هو أحد أعمدة بناء الأمم وتقدمها فبالعلم تُبنى الأمم وتتقدم, قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ “المجادلة”11.. إن نهضة الشعوب والأمم تنبع من مستواها الثقافى والعلمى حيث أن العلم اساس المعرفة والرقى ويساعد على النهوض بالأمم المتأخرة، ويقضي على التخلف والرجعية والفقر والجهل والأمية وغيرها من الأمور التي تؤخر الأمة، فالعلم من أهم ضروريات الحياة، كالمأكل والمشرب وغيرها.

     وفي عصرنا لم تعد قوة الشعوب تقاس بعدد سكانها بقدر قدراتهم وخصائصهم النوعية وقدرتهم على إنتاج الفكر المبدع والابتكار العلمي، وهنا كما قال الحكماء “من بين الناس رجل بألف” ذلك الذي استطاع أن يقدم فكرة مبتكرة غيرت وجه الحياة للناس من حوله فخلد ذكره وبقيت آثاره لأجيال وأجيال من بعدة، تلك هي القيم الحقيقية لحياة الإنسان, إن الله يرفع بالعلم أممًا ويجعلها أعلى الأمم وسادة العالم تلك هي القوة الدائمة للشعوب والضمانة الحقيقية لبقائها والداعم لقوتها، حتى وإن كانت لا تنعم بمقدرات طبيعية، غير أن القوة الفكرية لأبنائها قادرة على الحفاظ على المكانة والمكان، والتجربة اليابانية والكورية ليست عنا ببعيدة.

 يذكر التاريخ أنّه لم تعن بالعلم دولة إلا وارتقت وزاحمت غيرها على رأس هرم الحضارة والتطور، ولم تهمله دولة إلا وغالت في انحدارها حتى انتهت في قاع الذبول والضعف وخسارة السيادة وعقد الولاءات, و لابدّ لنا من التطرّق إلى أهميّة العلم فى الأديان السماوية وعلى وجه الخصوص الدين الإسلاميّ، فيكفى أن نذكر أنّ أوّل كلمة وردت فى القرآن الكريم هى كلمة اقرأ  ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ العلق . فالاسلام الدين الذي جاء لهداية البشر كان من اهم اولوياته الاهتمام بالعلم ,فقد حث القرآن الكريم علي ذلك في مواضيع عدة, منها قوله تعالي: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ﴾” الزمر9″، وقوله تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ “البقرة269″,  كما حث علي ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله” من لم يصبر علي ذل التعلم ساعة – بقي في ذل الجهل ابدا”, وقوله علية الصلاة والسلام ” قيدوا العلم” قيل و ماتقييده؟ قال عليه السلام “كتابته” ولا يزال العلم يشق طريقه ليثبت ذاته على أنه المسار والمسلك الوحيد الذي يضمن حقوق الأمم، وسيادتها وعزّتها بين الأمم في زمن بات فيه الجهل ألدّ الأعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى