ثكلى وقصص أخرى قصيرة جدا

صلاح عويسات | فلسطين

 

صدمة

فعلت كل ما أمرها به، متّكأة على قسم أبقراط، وطبيب محترم يتعامل مع مريضه…. أفاقت تجر أذيال خيبة البراءة، وشرف ضائع تمشي به على حافة سكّين عُرف فاسد.

واقع

امتلك عقلا نيّرا، أمتاز بفكر سديد، اشتهر بالشّجاعة ورباطة الجأش، كثر منافسوه، ازداد معارضوه، أعلنت هزيمته، تذكّر مقولة حين تقع البقرة يكثر جزاروها.

ثكلى

لم يعد للحياة أيّ طعم عندها، فقط المرارة هي التي ملأت كلّ خلاياهابعد اغتيال ابنها بدم بارد على الحاجز العسكريّ، خرجت خلف جنازته تجرّ قدميها وتنادي عليه بين دموعها وبصوت مرتعش: خذني معك يمّه…خذني معك يمّه.

لهيب

وقفتْ فوق تلة بجوار المخيّم تجول بنظرها نحو الشّمال، اختنقت بدموعها، احترقت بنار الشوق.هاهم حول الطاولة ينتظرون موعد الآذان، غيّمت السّحب…تهاطلت الصّواعق…ارتوت الأرض بدماء أولادها وزوجها، لملمت صمودها من تحت أنقاض الذّكريات، وحدها بقيت لتتشرب حسرة الجميع. تمنّت من صميم قلبها لو أنّها سبقتهم إلى اﻵخرة.

هزيمة الورق

عقدت الجرائد الورقيّة اجتماعا طارئا، لمناقشة تغوّل الصّحف الإكترونيّة، وقفت جريدة القدس رئيسة اﻹجتماع واستعرضت أيّام عزّها، وكيف كانت تصل إلى كلّ أرجاء الوطن.

 

حنان

جاءت تهرول الى سريره، عانقها وقبَّلها، وضعت رأسها على ذراعه، داعب خصلات شعرها، تبادلا الأحاديث والضّحكات، حينما نامت إتّصل بالمشفى ليطمئنّ على أمّها التي أنجبت لها أخا صغيرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى