معركة الوعي والنهوض
د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني
(فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي) ذات بعد قرآني فقد أسس القرآن الكريم ووضع أسسا للخيال الإسلامي تاركا له فضاء المعرفة والحضارة والسير والتاريخ ليسبح في مناهل عرفانها استدراكا وملاحظة وتبصرا وتبصيرا في معركة الحضارة التي أساسها التفكير والإبداع وكان هذا طريقا سليما يدفع العقول والفكر في ميادين الحياة وساحات المحاججة ليخرج العقل بتجارب تكون له مستقبلا على أنقاض الماضي مستشرقا بروح التجربة والبرهان معا فقد أشار القرآن إلى عدة حضارات كالحضارة الفرعونية في مصر واليمنية والبابلية وغير ذلك لكن الإشارة لهذا الجانب لاستفادة العقل المسلمي الجمعوي من تجارب تلك الأمم الغابرة لا لتكون حكاية في مزامر التاريخ وبطون الكتب فجاء القرآن يدعو العقل الجديد ويحيله إلى من سبقوه زمانيا ليستفيد بعقله من تجاربهم لا ليقف عندها كأنها نهاية مطاف لكن العقل المسلم حين كان حرا من تقييد الثقافة السائدة والعرف المتحكم اخترق الحصون وبرق في أراض منيرا لطريق العلم والحضارة ولم يزل يتقدم الهدف ذلك حتى رجع إلى سابق عهده وقيدته حكايات الماضي وبيئة الواقع فارتكس في ميادين الجهل والجاهلية التي لا تقيم للعقل وزنا وما حالنا اليوم ببعيد من حال ذلك الركون والسكون الفكري حتى صيرتنا الأمم والحضارات الأخرى أسرى لمنتجاتها الفكرية والمادية.
إن أمة سكن عقلها عن الإنتاج ترجع إلى الوراء حسب سكونها.