الحب يا صغيرتي
ماجد الدجاني | فلسطين
من أول الزمان من بداية الأشياء
منذ استجرت بالجمر أنا من الرمضاء
منذ انطلقت في شوارع الحياة جائعا
وتائها معثر الخطى في شارع الظلماء
ومهجتي جريحة
تنز من أركانها الدماء
وخافقي مبعثر الأشلاء
يعيش في خواء
يئن يستجدي العباد كسرة الحنان
رسمت وجهك الحبيب في دفاتري
أدخلته قصائدي
أسكنته العينين والوريد والشريان
رأيته في البدر في النجوم
في تبسم الربيع في شذى نيسان
في همسة الصبا لزهرة البستان
حاولت أن أدفنه
في خربة النسيان
لكنه تمردا
وظل في جوانحي وخاطري
كالظل كالهواء يملأ الزمان يغمر المكان
ويلاه كم طردت وجهك الحبيب من شوارعي
لكنه ظل على بحار الروح مثل رملها
وموجها
هل تستطيع أي موجة أن تهجر الشطان
وظل في الفؤاد اسمك الحبيب أجمل الألحان
محاصر أنا بطيف من أحب دون أن أراها
عشقتها كتبت حبها وعلمت عيونها قصائدي
التعبير والتشبيه والأوزان
من قبل أن أرى صورتها
رسمتها بريشة الخيال بالأشعار والألوان
***
الحب يا صغيرتي
أن نمسح الظلام من ذاكرة المساء
أن نبعث الحياة في الجماد أن نحرك الأشياء
الحب أن ندور حول كعبة الأشواق مثلما
تدور أرضنا من حول نفسها
وحول شمسها تعانق الضياء
الحب معبد القلوب هيكل الهوى وصمتنا دعاء
بسمتنا ابتهالنا دمعتنا دعاء
لخلق الأرض ورافع السماء
بأن تظل يا حزينتي قلوبنا
كالزهر كالإمطار مبعث العطاء
وأن نظل كالأطفال انقياء
الحب في قلوبنا زغرودة الدماء
وفي بحار عمرنا منارة الضياء
الحب يا حبيبتي هدية السماء بشرت بها
في الأرض أنبياء
ووجهك الحبيب زارني … ذات مساء
وأودع الأحزان في سواحلي
وفي ربى الفؤاد بذرة الهناء
وأسكن الفؤاد نبضة رددها الوجيب
فأبدع الغناء
ويلاه كم عانيت في عواطفي
عذبت يا صغيرتي عذاب أنبياء
صلبت والخل فيسيل من شفاه مهجتي
هواك ظل صخرتي
وكلما خطوت للأم خطوة
أعود خطوتين للوراء
هل العذاب في الهوى
… ضريبة تفرضها الحسناء
***
حاولت أن أزيل وجهك الجميل
من ذاكرة الأفكار
لكنها تهزمنا الأقدار
يهزمنا القضاء إنها إرادة السماء
حاولت أن أزيل وجه الشمس
من ذاكرة النهار
حاولت أن أزيل وجهك الذي استقر في الفؤاد
مثل لوحة الفسيفساء
حاولت أن ..
…
لكنني فشلت يا صغيرتي … أصابني الدوار
عيناك مد أبحر
فكيف لا يصيبني برحلتي الدوار
وأنت صخرتي
أحملها إلى الذرى
فكيف لا أصاب بالدوار
حاولت …
إنما هل تستطيع مرة
نسيان صوتها حناجر الأطيار
هل تستطيع مرة نسيان
لمسة الندى أنامل الإزهار
يا عالم الهوى
أدخلتني بقوة … مدائن الإشعار
أدخلتني عوالم انتحار
وظل حبها يمد جذره في خافقي
كما تمد في الثرى جذورها الأشجار
***
من أين جئت بعد غيبة
من أين جئت يا رائعة العيون
كيف تسلقت جدار قلعتي
كيف اخترقت حاجز الجنون
كيف رغم كل هذه الأسوار
علمتني كتابة الأشعار
علمتني المشي على الأشواك والزجاج
علمتني الشدو مع العنادل
علمتني ترنيمة الهزار
علمتني الرسم على الحدائق المعلقة
والغوص في البحار رغم موجها
والبحث عن لآليء المحار
علمت سندباد كيف يكسر المجذاف
كيف ينزل الشراع والمرساة
ويوقف الأسفار
فعلمي الفؤاد أن
يزيل صورتك التي
مدت خطوطها من البطين للأذين للأبهر
غطى لونها مساحة الجدار
تفجر البركان في مداخلي
تركتني في لسعة الهجير دون واحة
تركتني
مؤرقا ومسهدا
في بحر ظلمة بلا قرار
تركتني على محطة انتظار
سافرت ما سافرت في مدائن النساء
غير إنني أحس أن خافقي
قد فاته القطار
مازلت في هواجسي
تجرحني علامة استفهام
تمد هل خنجرها
تغمده بمهجتي
تمد كفها متى
تشدني تلقي بخافقي
إلى مخالب الإعصار
***
أمل
توسمت خيرا
ورغم الضباب الكثيف
ورغم الفراغ المخيف
وقهقهة الموج
يسخر من دمعة الرمل
والهرج والمرج
قمت أرش بكل القفار
بذور الأمل
ولم يحفل الجرح بالنزف
قمت ألملم من كل درب بقايا الصمود
برغم جراح يدي الراعفه
ولم يحفل الدوح
بالعاصفة
توسمت خيرا
بان السماء ستمطر عشبا
رأيت على الأفق قزعة غيم
تبشر بالموسم الخصب
قلت
صمود الشعوب
شموع ستوقدها في الدياجير
تلوي ذراع الظلام قليلا
تجف الدموع قليلا قليلا
ويخضر ما جف من فلوات االأماني
يبرعم غصن الأمل
والدوح يرفع قامته
يفتح أذرعه للبلابل
والشمس تغزل للروض كنزة دفء
وشالا لبيارة البرتقال
ولفحة ضوء على كتف الساقيه
ومن غير خوف
يطل الصبا في الحواكير
يشدو نشيد الصباح
ويكتب شعرا لزهرة فل
يقبلها الطل
مسرور( جلادهم)
ليس يجرؤ أن يقطع العنق
شبل فلسطين يوما سيصرخ :
.(.لا).ملء فيه
ولا لوصول السفيه
إلى دفة الشعب
أن يرفع الخائن الساريه
سيرفع أقلامه والبنود
بباب العمود وعيبال
في جنبات الخليل ويصرخ في حدة
..رافضا عودة التيه
توهمت
ان الأسير سيكسر قيدا
وأن الصحارى ستنجب وردا
وإن غابت القابله
توسمت خيرا
بأن انتفاضاتنا بطنها حامل
والجنين انتصار
فكان انتحارا
وعاقرة كل ثوراتنا
جاء
يأجوج تفسد
مأجوج تفسد
لا سد يوقفهم
لم تعد أرضنا
تعرف الأمن لو ثانيه
توهمت
ترحل أدواؤنا المزمنة
وشعب التحدي
سيوقف سيل الطغاة
إذا قام كي يجرفه
ولكن سيل الطغاة
تجاوز حتى الزبى
وجيل لأجل التصاريح
أبصرته قد حبا
رأيت جواد النضال كبا
ونجم الصباح خبا
وسيفا حسبناه في مرة مشهرا
لامعا قد كبا
توسمت خيرا
بأن الجماهير لن
تفقد الحلم والأرغفة
توسمت خيرا
وفي لحظة دامسة
رأيت الحثالة نطفيء
شمعة حب
ولحن التشاؤل حتى
زعاماتنا الصيد
ترفض أن نعزفه
فهل نستطيع عبور زمان اللئام
أو القفز عن حفرة الانهدام
وفي جوفها حمم البركان
وهل نستطيع
تجاوز مرحلة الامتحان
ومرحلة الكولسات وفردية زائفة
وما زال كابوسها
يكسر الحلم في حلقنا
ويدخل في نومنا
ويسعى لأن يوقفه
وهل تستطيع جماهيرنا الانحناء
لتنجو من قبضة العاصفة
توسمت(وهما) بهذا الربيع الخريفي
خيرا
وما زال في القلب
نبضاته الواجفة
فهل نستطيع عبور الظلام
وجسر الضباب الكثيف
أم ان الشعوب برغم الأكاذيب
مردودة في مدى الحافرة
وتخنقنا الكرة الخاسرة
نما برعم في بساتين روحي
فهل يزهر العود
أم أن ريح تهب لكي تقصفه
توسمت خيرا
وقالت لي الأرض
أشجارنا
تموت ولكن تظل على عهدها …..واقفة
وقد تنحني هامة السرو
كي تعبر العاصفه
دوار الجبال بقلبي
وروحي شرايينها نازفه