الإمبراطورة ” أوجينى ” و الخديو إسماعيل
فريدة شعراوي | باحثة في المصريات والتاريخ – الإسكندرية
الإمبرطورة أوجينى، زوجة نابليون الثالث إمبرطورفرنسا، والتى اكتسبت شهرتها وسط المصريين بحضورها حفل الافتتاح الأسطورى لقناة السويس إبان افتتاحها رسميا فى 1869.م. وارتبطت سيرة “أوجينى” بقصص غرامية مرتبطة بالخديو إسماعيل، فقيل إن “إسماعيل” خلال دراسته فى فرنسا، فترة شبابه، وقع فى غرام شابة فائقة الجمال، أصبحت إمبراطورة فرنسا. وما أن جاءت وقت الاحتفال بافتتاح قناة السويس، واستغل “إسماعيل” تلك المناسبة ليدعو فاتنته، ويجهز لها مراسم استقبال اسطورى إكراما لحبيته السابقة .
الكاتب أنيس منصور تحدث فى كتابه “من أول نظرة” عن تلك العلاقة مشيرا إلى أن الإمبراطورة أوجينى وعقب انتهاء حفل قناة السويس، طلب منها زوجها إمبراطور فرنسا العودة، موضحا أنه قد تضايق من سلوك الخديو إسماعيل وأنها تمادت فى تشجيعه، وأن فرنسا تتحدث عن غرام جديد بين الوالى المصرى والإمبراطورة.
وكانت من ضمن مظاهر احتفاء الخديو إسماعيل بزوجة إمبراطور فرنسا، بجانب الاستقبال الكبير فى ميناء بورسعيد، حيث اصطف الجنود على الرصيف، الذى سمى على اسمها، كما اصطفت السفن أمام الميناء، وبعد تناول الغداء، عُزف النشيد الوطنى الفرنسى، ودخل الخديو، وترافقه الإمبراطورة إلى مكان الاحتفال، وكانا فى المقدمة، فيما كان باقى الملوك والأمراء خلفهما. هذا الحدث هو ثانوى فى حياة الخديو اسماعيل، هو فعل إنجازات فى مصر لن و لم يستطع أحد فعلها . . رحمه الله.
وقد أهدت الإمبراطورة الفرنسية أوجيني هذه العربة للخديوي إسماعيل، وحضر بها حفل زفافه، كما حضر بها حفل افتتاح قناة السويس، كما كان يحضر بها الملك فاروق افتتاح دورات البرلمان المصري. وتمتاز هذه العربة بكثرة الخيول التي تجرها والتي تبلغ من 8 خيول إلى 10، كما أنها تتميز بالحلي والنحاس الأصفر الذي يزينها، كما أن فوانيسها بللور، وإضاءتها مبهرة، العربة حاليا في متحف المركبات.
الجدير بالذكر أن متحف المركبات أنشئ في عهد الخديوي إسماعيل (1863-1879) ويعتبر المتحف من أندر المتاحف حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف مشابهة في روسيا وإنجلترا والنمسا.