حوار المَنافي

ثناء حاج صالح | ألمانيا
وصمتـُه أتاحَ غيمةً جديدةً لأسئلةْ
وحنًّ ضَمّ صدرَ غيمهِ.
ونامْ..
وجئتُ من أصابعي..
لنومِه الذي بـُروجُه مُقـَفّـلة ْ
لأندفَ الغيومَ ليـلكاً
وأفزعَ الحمامْ
*******
ومالَ بـَردُ خدِّه على رخامِ طاولة ْ
وحنَّ لا يضيءُ من حنانه وداعْ
وكان طعمُ صوته مُشتِّياً كمقصَفٍ
وقهوة ٍ وأصدقاَءَ ، ضاعْ
سأنتشي بصمته على الوداع وردةً ..
بصمته سأنتشي بصُحبةٍ تباع
ْ
*******
لماذا يَستحيلُ بُركةً بكاهْ ؟
يُحيطُها الحشيشُ أنجماً تنوسْ ؟
ومالكُ الحزينُ ما يزالُ واقفاً
يجوس في الضفافِ قسوةَ المياهْ
أصابعي جبينه تجوسْ
******
ومالَ ضوءُ وجهه على زجاج مِدفأة
وأشرفتْ يداه تتّكئ
على جذوع نارْ
يداه ما الذي يَعوزها إذن لكي تحنّ؟
لكي تشابهَ الغصونَ في حديقة الغيابِ إذ تجفّ
يداه ما الذي
إنِ انتشى بلَمسِها البعيدِ يرتجفْ ؟
وما الذي
تبثه العيونُ في العيونْ
فتزدهي وتختلِف؟
******
أذاهبٌ!
غيابك القليلُ لا يفي
سأترككْ..
ْسأتركُ الزجاجَ والغيومَ والرصيفْ
وأنتفي
أنا التي سأختفي
وقد يجوزُ لارتعاشها يديكَ أن تجيءْ
وقد تصير غابةً يلفُّها دخانُكَ الكثيفْ
دخانكَ ال يلفلفُ الجذوع َ يرتفعْ
وتدخل العيون ُ في ضبابه ِ تضيء
وتدخلُ البروقُ يلتمعْ ْ
دخانك البطيءْ
لكنها يداي لن تجيءْ
******
بعيدةً..
فلا تدعني أقتربْ
لأسألك
ولا تلامسِ الشموعَ في أصابعي
ولا تحاورِ الدموعْ
وليس لي..
وليس لكْ..
وأنَّما
مباركٌ على دمائنا الصقيعْ
******
وأنتفي لأتركَكْ..
لأستريحْ
وأترك الغيومَ في وسادتي لريحْ..
وأنتفي
وحيدةً وعابرة
هزيلةً كشهقةِ الغريق
وحينما تَمُرُّ بي
تَّمُرُّ بي كنَجمةٍ مسافـِرةْ
سَأفسَحُ الطريقْ
…….
* تجربة إيقاعية جديدة ، كانت تراودني فكرة تنفيذها منذ سنوات ( شعر الوتد ) قصيدة تفعيلة خالية من الأسباب تماما. كل إيقاعها يقوم على تكرار الوتد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى