أصواتهم في المقعد الخلفي مِنْ الحياة

المينا علي حسن| العراق

كنتُ أصرخ 

كنتُ أصرخ وأَشتُم الوجود 

لا أحد يسمع هذا الصراخ

كانَ أشبه بأن تسقط مِن 

أعلى السرير ولّكنَ أنتَ

مستلق لا سقوط 

حي بالسقوط

 الطيف 

تداخل كُلُّ شيء 

قهقهتي والصرخات 

 

لم أسمع صوت أحدهم 

ركلت وجودهم بحقيبة

 السفر ولا أستثني أحدهم 

كانَ أول الوعي هجرة 

وضعت أصواتهم في

المقعد الخلفي مِنْ الحياة 

لكنَّ هذه المرة الأولى 

أعرف مصدر هذا الصوت

بجانب سريري على الدرج

المُحمل بالكتب والروايات

كانَ يشتد الحوار بينَ أبطال هذه الرويات

ويحاولون الخروج 

مِنْ بينَ الورق 

لكن لم أسمح بذلك 

قمت بإغلاق أغلفة

الكتب واحداً تلو الآخر 

نظرت إلى الساعة كانت

تقرأ الساعة (عشرون )

يالها مِنْ عشرين عاما

ممزقة بينَ الأرق!

والهجرة والحرب 

بينَ الحياة والموت 

عشرون عاما في 

غاية الصعوبة 

كانت أُمي تسخر مِنْ

تلك الشاعرة الحمقاء 

لا تقول عنها شاعرة 

تقول هذه الدكتورة 

تُعاقبني لأنني فشلتُ

في كُلِّ محاولات الهجرة

ولكن ماذا عن الآن ترى 

تلك الشاعرة في المجلات 

والصحف والتلفاز والجميع 

يرفع لها قُبعة الحُب والأحترام ؟

 

الحياة تتراكم على نفسي

أضعاف إرادتي 

ليتني أملك قدرات خارقة 

لكي أهرب مِنْ أحشاء أمي

أثناء استقبال الحياة 

وأعود إلى عوالم إلا وجود 

أبقى في روح الله 

 

تعوّدت أن أضع الوسادة

 فوق رأسي

 كلما شعرت بالحزن 

أو بالخجل او بالخوف 

كنتُ أصرخ أصرخ 

وضعت أصواتهم في

المقعد الخلفي مِنْ الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى