سوالف حريم.. الأرض القاحلة
حلوة زحايكة | فلسطين الحتلة
كانت أمّي – رحمها الله – تردّد “ما فيش أرض ما بتنزرع”، مرت سنوات طويلة لم أفهم فيها ما كانت تقصده، وبما أنني من المغرمين بزراعة الأرض، فقد حرصت على زراعة الأرض المحيطة ببيتنا، وتربية بعض الحيوانات البيتية مثل الدجاج، الحمام، الأرانب وحتى اقتنيت كلبا، وخصصت لكل نوع جناحا خاصّ به، كما خصصت جزءا من الأرض ليكون حديقة ورود ولزراعة بعض الأشجار المثمرة مثل التين والزيتون، وما تبقى يكون لزراعة خضروات صيفية، لتكون محطة هدوء وتمتّع بجمال الطبيعة.
وبعد أن تخطيت العقد الخامس من عمري، وأصبحت لدي خبرة في فنون الزراعة، وفي محاولة مني لاستغلال كل شبر من الأرض عمدت لاستغلال جزء صخري جيريّ “حِوَّر”، فقمت بنكشها وبحشها بالفأس، وبذلت جهدا كبيرا في ذلك، لكنها رغم ذلك بقيت كتلا لم تلن ولم تتفتّت لتربة ليّنة تسهل زراعتها، حتّى أنّ الفأس انكسرت يدها الخشبيّة، وفي انتظار استبدالها بأخرى بعد الإنتهاء من الحجر الصحي الذي سببته جائحة كورونا، عدت إلى التفكير بمقولة أمّي عن الأرض، حتّى اهتديت إلى صاحب خبرة طويلة في الزراعة، فنصحني بزراعتها باللوزيات، وهذا ما كان، وها هي شتلات اللوز قد أينعت وبعضها أزهر وأثمر رغم أنّها لا تزال صغيرة. فترحمت كثيرا على والدتي وأنا أرى الأرض الصلدة تُزرع وتُثمر رغم العناء.