وقالوا

د. سمير شحادة | فلسطين المحتلة

وقالوا يا أبتي
أكلهُ الذئبٌ
والذئبُ كما تدري _ يا أبتي _ خدّاعٌ مكّارْ
وجاءوا بدَمٍ كذبٍ على ثوبي
فهلْ صدَّقْتْ؟
وضعوني في الجُبِّ بحُجِةِ أنْ آتيهم بالماءْ
وقد عطشوا للدّْ
وعادوا إليكْ
يقولون: أكلهُ الذئبْ
يا أَبتي ، ما أبشعَ غدرَ الإخوة !
وحقدَ الإخوةْ!
والكذبَ عليكْ!
بقيتُ هناكْ
أّعاني البرْدَ
أُعاني الجوعْ
حتى التقطتني السيارةْ
وباعوني بثَمَنٍ بخْسٍ
في السوقْ
جعلوا مني سِلعَةْ، هناك
يتقاذَفُني التجارُ والفُجّارُ
يبيعوني
ويشروني
وأَنا حزين محتارْ
أَسالُ أَهل السوقِ
أَينَ أَبي؟
أَينَ أَنا؟ ومَنْ باعوني؟
وأينَ من سرقوا منِّي نورَ عيوني؟
أَجابوني:هناكْ
حيثُ الرملُ وحيثُ النفطُ
وحيثُ الحلُّ وحيثُ الربْطُ
وحيثُ البحرُ وحيثُ الشَّطْ
ومن أَخذتهم دنيا الوَهمْ
وباعوكَ للرابِ إرضاءً للربْ
فاسنوطنَ أَرْضَكْ
وصادرَ عمْرَكْ
واقتلعوك من حُضنِ أَبيكْ
منْ حُضنِ الرَّبْ
وما حَسِبوا حِساباً للشعبْ
أَوغَضَبِ الشعْبْ.