ولكن أداينه
د. ريم سليمان الخش | شاعرة سورية- فرنسا
تسودُ برغم النقص دهرا محاسنه
وتُوقع في فخّ الحنين كمائنه
***
لتنحرَ آلافَ البرايا تقرّبا
إليه ومن عظم الضحايا مدائنه
***
ولكنّه قوت القلوب تعلّة
وماعاشقٌ إلا انبهارا تُزامنه
***
تضجُّ بساحات المعابد نشوة
صداها كمحمومٍ تبرّد باطنه
***
يمتّع من قطبٍ يُداخل قطبه
بجذبٍ كمونيٍّ من الغيب شاحنه
***
بروضٍ على اللذات فاحت جنائنه
وعرشٍ خرافيٍّ تقدّس ساكنه
***
هو الحبّ من كنهٍ عجيبٍ مكهرب
تشفّرَ لا يُؤتى فتجلى بواطنه !!
***
على أنّه قدْرُ اصطفاءٍ مبوتقٍ
ليخرجهم تبرا فتربو خزائنه
***
فمعظم من نهوى على البعد جنّة
فإنْ قُرّبت صارت جحيما نطاعنه
***
وأجمل مايُهدى إلينا تناسلٌ
كما ومضةٌ حبلى لفنٍّ قرائنه
***
كما طفرةُ المفتون إمّا تمخضت
قصيدا جنونيا ..تألّه فاتنه
***
كمنعتقٍ قادته لذّة هائم
بترنيمة عليا فشعّت مكامنه
***
تناسلَ من روح الحبيب قصائدا
بكورا على جنح الخيال تُحاضنه
***
(كما سو تُرا ) بل زاد فيها تفننا
فكوثره الفصحى من الربّ سادنه
***
وأبلغ مايلقى انهمارا معانقا
صبايا من الأفكار هنّ جنائنه
***
إذا كان رقّاصُ المشاعر نابضا
ونشوة دقات الشغاف تزامنه
***
وقدرة إبحار الخيال عظيمة
لتمخر في كشف الفضاء سفائنه
***
وإيمانه الروحي إنْ لو تلاقيا
ستبنى بوسط الغيم شعراجنائنه
***
وإنّ انبلاج الفجر لابدّ شاهدٌ
على أرخبيل العشق حيثُ يساكنه
***
بطعم خرافي المذاق بحلقه
حلاوة أثمار الوصال تلاينه
***
وحسٍّ جنونيّ المزاج أثيره
استبّد هوى حتى استُحقَّ تآينه ! (م)
***
فإنّ له نصَ الكتاب موقعٌ
بفوزٍ وقد خُطّت خلودا ركائنه
***
وللحبّ خوّانٌ وللحب صائنه
تفحص بعين القلب أيّا تساكنه
***
فما كلّ من يهفو إليك مكرّما
وما كلّ من تهوى تسرّ لدائنه
***
هو الوقت إذْ يُبدي جليّا خصاله
بيانا بقدرٍ أو برخصٍ معادنه
***
وما النرجس المختال في العشق جوهرٌ
ولكنّه تيهٌ وصعبٌ تغابنه
***
وماكان في لوح الربيب وصية
فلا تتبع الدجال حمقا تشاحنه !!
***
عذابا له الأيام أرست جبالها
فدُكّت على ضغط الصعاب مدائنه
***
فهل أدركت (ليلى) بليّات حظّه
جحيما بقلب الصمت ناحت سواكنه
***
وإنّي وإنْ كنت الأشدَّ توجعا
لمنهمرٌ عطفا لتروى شواجنه
***
كأنّ اتقاد الحبّ نجمٌ بكوننا
وأرواحنا لفّت مدارا تساكنه
***
فإنْ فجّرت شحنات حقدٍ بكوكبٍ
تخلخل من هول انفجارٍ توازنه
***
كفى كربة هبّت سموما حميمها
بغزٍّ على سمّ المسام يُطاعنه
***
ولي صدق أنكيدو إذا الموت ضمّه
وفيّا فلم يحنث بخلٍّ يواطنه
***
تلقيت من دهري سموما عجيبة
وأعجب من سمّ المكيدة حاقنه !!
***
ألم يدر أنّ الموت للحر راحة
يُنقّى من الأوجاع إمّا تطاحنه
***
أتوّجُه عفوا لتشرق جنّتي
وللروض مفتاحٌ وعفويَ خازنه
***
تساقيت والذكرى كؤوسا مريرة
وأفجع من كأس الحنين مدامنه
***
تصفحت أطيافا تأبّد سِفرها
وإنّي على نصٍ كريم أضامنه
***
غداة بنا التمت على الصدق روضة
تقرّبني عطرا إليه بواطنه
***
عشية أنْ سارت إليه نوائبٌ
وفي معمع الهيجا تُجسُّ معادنه !!
***
لكم كان شفافَ المرايا منزّها
وكم بجّلت نفسي كريما تُعاينه
***
وكم همّ لاستسقاء مهجة ثائرٍ
تضرّمها رغم الهطول يُساخنه
***
يُظللني كرما كثيفا مبرّدا
فتمتصُ تحراق اللهيب حواضنه
***
تولَّ جنان الصفح للعطر ناشرا
فما راحةٌ تُرجى بجوٍّ تُشاحنه
***
فلا يُبتلى الخلّ القريب بجفوة
ولا تنتهي مثل الغريب مواطنه
***
وماأجمل القلب الصفيَّ مغردا
تفوح بأطياب العبير جنائنه
***
تخيّر رفاق الدرب من طيب تربة
تُنعّم وإنّ الطيب للطيب حاضنه
***
ودع أمر خفّاش الظلام لربّه
كفى عدله حُكما وربّك شائنه
***
ولو كان من يعتو حكيما لما طغى
فحسبك أنّ الله لابدّ دائنه
***
ولي مهجة بيضاء لا تعرف الأذى
صبغتُ بها دهري فشعت بواطنه
***
على أنني بالشعر أهجو من افترى
وماكنت طعّانا ولكن أداينه
…………
Kamasutra كتاب قبل الميلاد كتبه كاهن هندي عن فن الحب