وطني حلّ بي
د. سعيد الزبيدي | أكاديمي عراقي – مسقط
كل من غادر يوما وطنه |
فارقته الروح إلا بدنه |
لم يسغ من نعمة موفورةٍ |
ضاعفت في كل يوم حزنهْ |
وإذا مرّت به أغنيةٌ |
كان يهواها تحاشى أذنهْ |
حينها يرتدّ منها راجيا |
مثل شحاذ تمنى حسنهْ |
ضاع ما فيه أسى تذكاره |
و أماني نفسه المرتهنه |
لم يكن يحسن أن يكتم ما |
بين جنبيه سوى أن يعلنه |
مثلما (الكثر) ارتدى أقنعةً |
و طوى عن غيره ما خزنه |
لم يجد أمنا و لا أُنسا سوى |
أن يناغي من مرارٍ سكنه |
فلقد كانت له السلوى هنا |
و رأى فيها ملاذا عدنهْ |
و أقام الليل أو أقعده |
بحروفٍ عبرت ألف سنهْ |
منحته رفقةً في غربةٍ |
ورأى فيها الذي قد أمِنهْ |
صارت الدنيا بما قد وسعت |
في كتابٍ بثَّ فيها محنهْ |
فإذا ساءلتني عن وطني |
قلت: قد حلّ وأضحى بي أَنَه |