معهد الكبد القومى نقطة تميز طبية وبحثية فى مصر “شهادة موضوعية من” Customer
أ.د. جمال الدهشان | أستاذ أصول التربية عميد كلية التربية جامعة المنوفية الأسبق
تسوقك الأقدار فى كثير من الأحيان للتعرف على أماكن تشعرك بالفخر والتفاؤل وحب العطاء والاخلاص فى العمل ووضوح الهدف ووحدة التوجه نحو خدمة أهلك ووطنك، وتعد من النقاط المضيئة والفريدة فى جامعتنا الفتية جامعة المنوفية ومحافظتها الرائدة، إنه معهد الكبد القومى بجامعة المنوفية
وقد أنشئ المعهد منذ نحو 33 عامًا، بفكرة من الأستاذ الدكتور ياسين عبد الغفار، حيث كانت له رؤية ثاقبة بشأن الخدمات الطبية وخاصة المتخصصة، ولم يكن هناك تلك النوعية من الخدمات في الأقاليم، وكانت منطقة إقليم الدلتا هي الأعلى في إصابات الكبد، ولذلك كان اختيار إقامة معهد الكبد بمدينة شبين الكوم.، المعهد أقيم ولم يكن أحد في العالم كله يعلم شيئًا عن مرض “فيروس سي”، وبعد إنشاء معهد الكبد القومي بعامين، بدأ الكلام عن المرض عندما توصلوا إلى أن هناك “فيروس سي” يصيب الكبد بإصابات التليف وأورام الكبد وارتفاع الوريد البابي والفشل الكبدي، لما كان له من تأثير سلبي كبير على المريض وأسرته، فضلا عن تأثير ذلك على الإنتاج والجوانب الاقتصادية،.
ومعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية بمدينة شبين الكوم يعد من المراكز الطبية الفريدة فى مصر والشرق الاوسط وافريقا ، ولا ابالغ اذا قلت وفى العالم أجمع، ويعد الآن نقطة نور فى مشهد مظلم خاصة بالنسبة لمرضى الكبد وزويهم ، ومن اكبر المراكز الطبية المتميزة، فهو يغد فريدا من نوعه بالتخصص فى أمراض الكبد سواء بإجراء العمليات الجراحية والباطنية والأطفال بعدما اتسعت أدواره ومهامه من مركز بحثى تعليمى إلى صرح طبيى وتعليمى متكامل يقدم خدمة طبية متميزة بقوة 450 سرير ، وأكبر مركز لزراعة الكبد فى الشرق الأوسط ، حيث تم إجراء أكثر من 300 عملية زراعة للكبار 90 عملية للأطفال منذ أول حالة زراعة تم فيه عام 1991 ، التى كانت الحالة رقم 74 على مستوى العالم والتولى على مستوى الشرق الأوسط ، وأصبح المعهد الآن أول مكان في الشرق الأوسط وإفريقيا والثاني عالميا في هذه العملية.
فمنذ أن التحقت بجيوش مرضى الكبد فى مصر بعد إصابتى وإصابتهم بأمراضه اللعينة، فإن علاقتى بهذا الصرح الطبى والعلمى المتميز لم تنقطع طوال أكثر من عشرين عاما طالبا للخدمة بداية من التشخيص وامتدادا إلى كل بوتوكولات العلاج التى تطورت مع تطور حالتى ووصلت إلى حد مساعدتى للسفر إلى الصين لإجراء عملية زرع من متوفى حديثا، وامتدت خدمات المعهد لى ما بعد عودتى للمتابعة وعلاج ما تعرضت له بعد عودتى من الصين وإجراء جراحة خطيرة أكدت على عظمة هذا الصرح وعظمة العاملين فيه – وعلى رأسهم فى ذلك الوقت العبقرى الإنسان أ. د .ابراهيم مروان – وقدرتهم على العطاء الذى يفوق الوصف، كما امتدت خدماته الناحجة إلى علاجى وعلاج آلاف المرضى بعقار (سوفوسبيوفير Sofosbuvir ) أو المعروف تجاريا و اعلاميا حاليا باسم (السوفالدى Sovaldi)، بدلا من الانترفيرون والريبافيرين بآثاره الجانبية الخطيرة ونتائجه غير الجيدة، ولازال هذا الصرح العظيم يقدم خدماته لى ولغيرى بإخلاص وتفانٍ ، وأشهد الله ويشهد بذلك كل زملائى وأهلى ومحبينى أن هذا الصرح الكبير لم يقصر يوما فى تقديم كل سبل الرعاية .
يعتبر معهد الكبد القومي الآن بحق منارة العلوم الطبية ومراكز إشعاعها في ربوع المنطقة وذلك وفقا لأحدث النظم العلمية الحديثة ، حيث يقوم المعهد بعمل أبحاث عديدة في القرى وتنفيذ مشروعات حقلية وقوافل طبية ومبادرات مثل مبادرة قرية خالية من فيرس سى، بالتعاون مع وزارة الصحة وتتم معظم هذه البحوث بالاشتراك مع الهيئات الأجنبية والعالمية وتهدف إلي تحديد حجم مشكلة أمراض الكبد في مصر وتحديد العوامل التي تؤدي إلي هذه الأمراض واستخدام أحدث وسائل التشخيص والوقاية والعلاج من هذه الأمراض .
كما يقوم أطباء العيادة الخارجية والأقسام الداخلية بالمعهد بفحص المرضي المترددين علي العيادة الخارجية والمحولين من أطباء ومستشفيات من مختلف المحافظات بالجمهورية ويعالج المرضي بأحدث الإمكانيات ويتابع المرضي لمدد طويلة . هذا قليل من كثير يحتاجه المعهد لتطوير نفسه والتصدي بكفاءة لمسئوليته الكبيرة، وسوف يأتي قريبا اليوم الذي نشاهد فيه المبعوثين من جميع أنحاء العالم يتدربون علي أيدي أبناء المعهد وسوف يجذب هذا المعهد العلماء والخبراء من كل البلاد يدعمون هذا الصرح الكبير، كل هذا في سبيل الارتقاء بصحة الإنسان المصري والعربي وكل إنسان باحث عن الدواء والشفاء .
تحية احترام وتقدير الى جميع العاملين فى هذا الصرح العظيم ودعوات من القلب أن يجعل ما يقدمون فى ميزان حسناتهم وأن يوفقهم إلى ما فيه خير البلاد والعبادة ، ودعوات مخلصة بمزيد من التقدم والرقى .
وتحية خاصة إلى أخى وصديقى الحبيب ا. د . معوض الخولى رئيس الجامعة المحترم لدعمه الدائم لهذا الصرح العظيم ، إلى من استكمل المسيرة باقتدار ا.د. عادل مبارك رئيس الجامعة المحترم والشكر موصول إلى الرواد أ. د. صالح محمد صالح و أ.د. إبراهيم مروان ا.د. عمرو حلمى وأ. د. مجدى خليل وأ.د أحمد الشعراوى والطبيب الفليسوف أ. د. هشام عبد الدايم، وإلى روح أ. د. ياسين عبد الغفار، وإلى كل من قدم وأعطى لرفعة وتقدم هذا الصرح العظيم .