الأغنية والحصاد
ماجد الدجاني | فلسطين
أن تكون مؤمنا بموقفك وفكرك يعني ..ان تكون مطاردا… من الجميع
وعليّ تجتمع القبائل والأسنة والرماح
وعلي تجتمع المدينة و ارتعاشات الدروب
..يظل يحمي خطوي الغرباء
تجتمع الجراح على ضلوعي
ويداي ترتعشان في ليل تئز الريح فيه
دمي ينز..يضئ من فوق الصليب سراج جوعي
وتحيط دائرة من الأشواك والصلبان بالكتب المشعة
و الأناشيد المنيرة في الهزيع
ها أنت مطلوب فلا تقرب خيام بني العمومة
لم تزل ليلى تجدل شعرها
وا لريح ما زالت تسد عليك أبواب الطريق
فلا الخيام تسد عنك الظامئين الى دماك
ولا الرمال تقيم كثبانا لتمحو وقع خطوك
هذه السحب الكثيفة صورة عن وجه أطفال الجزيرة
ومخافر الوطن الكبير تطارد المتفقهين بسنة الأشواق
لا تجمع أحاديث الصحابة أو حكايات الأئمة
والسجون مدينة مفتوحة للمنتمين
تقول للنزلاء يا أهلا
تعد الخل زادا للجميع
و تحس أن دم الخليج ينز
لا تبك الخليج ولا جراحات المغيب
ولا تفكر بالرجوع
بوابة للحزن وجهك يا خليج
وصفحة كتبت بماء الكبرياء
هنا الشطوط مخضبات والسماء حزينة
.. سارت تشيح بوجهها عن دبكة المتطوعين
الهاجمين إلى الوراء
السافكين دم الربيع
اللاهثين وراء زغردة النساء وراء نعرات القبيلة
ينزعون الحس من بين الضلوع
الشمس تلتمس الطريق إلى السماء
وعينها امتلأت بنهر من دموع
ها أنت وحدك في الضباب
وبصمة الشهداء تبحث عن هوامش انت وحدك.
..صوتك الممزوج بالأرياح
والمعجون بالليمون ممنوع من الشدو البرئ
ومن مخاطبة السماء
فلا القصائد تستطيع السير في الطرقات
لا الأطفال يمتلكون حق تبسم في الصبح
أو عند الهزيع
والسيف يشهر والرماح بدربنا تبدي التميز والزفير
لكل شمس قد تفكر في السطوع
والريح عاصفة تجذ السير نحو الصوت
نحو الورد ..نحو عجين امك
آآآآه يا وجها تغرب مرتين وصار كابوسا
يقضَ مضاجع الغرباء و الأمراء
والمتآمرين على خميلته
ومن حرموه سقسقة الطيور
ومن منعوا القطاة من التجول في الزروع
أمدينة للعشق تفتح
أم ضلوعك للسيوف أتيت تفتح
أم جبينك للأسنة
أم أتيت لكي تبشر…بالذي يأتي مع الإعصار
مع طير الرعود لكي نكون أعزة
لا نستفيق ولا ننام على الزرائب كالقطيع
أترى أتيت مبشرا أبناء شعبك بالذي
يأتيالمدينة حاملا طوق النجاة
لكل أبناء لمخيم . ..كل أطفال المدينة
من تشرد … من تجرح ..من تيتم
بوابة للسجن تفتح في مدائنهم بإسمك
كل زعران العروبة تستبيح دم القصائد
والقرار اليوم واحد
أنت أو دمهم دماؤك او وجودهم الذليل
هنا عصافير عن الاغصان تهرب
قام وحش الموت ينتظر الطفولة والمراقص
و المسابح و الشيوخ وحلقة ( الروليت )
و الآسفين يغرس في عيونك ثم يزداد الرصيد
يغوص رمحا في ضلوعك ثم يزداد الرصيد
تدق موسيقى بحانات المذلة آه
ترقص للدم المسفوك إحدى عاهرات الشرق
تهتز النهود
تحرك الردفين يا للغبن يبتسم الأمير
ويا لخصيان العروبة
يا لخصبك يا مواسم حين يبتسم الامير
ويا لحظك يا رعية حين يبتسم الامير
و أنت في زنزانة
رقصت ضلوعك حين كف الريح
لحن القر دقت للشتا و الزمهرير
و آه للنهدين ..للشعر السديل
يميل للحن البديع
..و باسم جرحك
يعلن الأمراء بالإجماع
حكم النفي ضد الشعر .. ضد حبال صوتك
ضد حلمك ضد أحلام الجماهير الغفيرة
و المصارف تستزيد
و أنت وحدك تسرق الأولمب و النار المقدسة البعيدة
تستبيح دم الظلام وتفزع السلطات وحدك
( تكسر التابوت) تخرج من هنا شمس تزيل النوم عن أجفانها
وتقوم و الأطفال حولك..
لم تعد كالسيف فردا فالجميع اليوم حولك
و الجزيرة أهدرت دم كل تجار الجزيرة
و اهتدت للشمس أجفان الملايين
الغفيرة و الفقيرة
تمضي الحياة و ما تزال تواجه المتناقضات شذى البنفسج
واليمامات الجريحة و احتفالات المقاصل
فهنا التفاؤل و التنازل
و الحروب المسرحية و المهازل والسلام الذل
والمتنفعون المدعون المارقون
يطالبون بكل حنجرة تغني للربيع
وكل سوسنة تغني للسطوع
وكل أغنية تناضل في مواجهة الركوع
وكل ساقية ستشرب نخب بيدرها
وكل قصيدة للعشق كل يد ستمسك بالشموع
مهدور دم الأحلام والأقلام خارجة عن القانون
إلا التابعين
وأنت أنت اليوم سنبلة
وعسكر الأمراء حولك كالمناجل
يزدان وجهك يا سليل اليتم
بالفرح المقاوم عالم ندبت مآذنه الشيوخ
وبهلوان العرش يحيي كل أمسية باسمك
حفلة للجيرك يشدو موطني ويقوم
يهتف باسم جرحك …يستمد حبال صوتك
فاستعذ بالله من جور الرعية
حين تفقد صوتها طوعا
وما نفع الحناجر حين تسرقها إذاعات تحارب صوتها
ولهاتها
لا وقت للجدل المخنّث فاستعد أوتار صوتك
من لصوص الصوت والفكر المناضل
واستعد بصمات كفك واستعد عينيك من زمن النعاس
على النوافذ لم يزل يهفو لمرآك
الغد المكبول والشمس الأسيرة
قل لأرضك: لن تضيعي