في أعقاب الجرح.. حي لبنان
الشاعر الشيخ هلال السيابي | سلطنة عمان
١ حي لبنان بالورود وغن
ليس لبنان غير جنات عدن
٢ صفقت في هضابها الريح نشوى
بين زهو من الجمال وحسن
٣ وتعالى بها الأريج نديا
من رباع الفردوس فاح بوهن
٤ يشهد الحسن ما كلبنان من حسن
ولا مثله منى المتمني
٥ صنعته يد الاله فاوفى
أين مثل السواد في أي جفن !!
٦ يا ربىً كالنجوم مؤتلقات
في هواها وفي الصبا المرجحن
٧ أن أقل كالنجوم في الحسن
والزهو فاني عن الجنان أكني
٨ أو أقل دون حسنها شهب
الأفق فأني لما أردد أعني !!
٩ يا لتلك الهضاب ما طاولتها
في حلاها آفاق إنس وجن
٧ بلغت ذروة الجمال ببكفيا
فأي الكروم أبغي واجني !!
٨ منهل عند روضة عند أخرى
عند ساق فكيف لست أهني
٩ وأحي بيروت وهي عروس
أو هي البدر ضاء نورا بدجن
١٠ عصمتها يد الاله وأعلت
شأنها في الورى على كل شأن
١١ لا تراعي بيروت لو مسك
الدهر بسوء ولو رماك بحزن
١٢ أنما هذه الحياة ابتلاء
ليس للدوح لو علا من مجن
١٣ واذا جلت الديار ونافت
ربما مسها الزمان بعين
١٤ أين غرناطة وأين بنو الأحمر
فيها ملوك مجد وفن
١٥ بل وتين الشماء قرطبة العلم
فكم سال من ذراها كمزن
١٦ آه بيروت إنها وخزة الدهر
وليس الشفاء الا بحقن
١٧ انت أنت الجبين للعرب طرا
لو رماك الزمان يوما بجبن
١٨ فأفيقي واستكبري وتعالي
ان يكن جُنٌ بعضهم لن تجني
١٩ أطلعي الشهب من سمائك حتى
يسمعوا ما ترى الهضاب وتعني
٢٠ أسمعينا بيروت معزوفة العز ،
و بوحي بما تردت وغني
٢١ ولتقولي بملء فيك جهارا
للألى صوٌبوك : إني ..و إني
٢٢ ليس مستكثرا عليٌ إذا ما
هصر الدهر مولعا بعض غصني
٢٣ فالهضاب الشماء قد يصل السيل
إليها ولكن سينحني أو يحنٌّي
٢٤ فسلوا الرسل عن وثوب الليالي
واعذروني وإن تقعقع سني !!
٢٥ انا بنت الخلود لن يجد الخلد
مثالي ولن يلاقي كحسني
٢٦ ايه بيروت كم تجلٌُ القوافي
بك ، أوتستلذ منك باذن
٢٧ أنت خلدت من أتوك وغنيت
لمن جاء منهم ليغني
٢٨ أتراني قبضت منك خلودي
حينما قلت هاك بيروت دني !!
٥ اغسطس ٢٠٢٠