تهيؤات

فاطمة محمود سعد الله | تونس

كنت أرتب  في خزانة التاريخ 

شذرات تناثرت  من حياتي..

رأيت بلبلا يقشر تفاحة” نيوتن” قبل سقوطها

رأيت حواء “تحصي أضلاع آدم”

قبل عودته إلى الكهف.

سمعت حفيف غصن زيتون يعترف بحبه

والظل غره الثناء

تماما كالغواني المطلات من نافذة أ.شوقي

رأيتني أقف على رأسي..

 

أقسمت ذات غيمة أن أغير مجرى النهر

المنبع مصب

والمصب منبع

ثم أجلس القرفصاء أحصي الشاردين والحيارى عند  جسر العبور..

فكرة مجنونة..

لكن هكذا أنا..أعشق الجنون..

 

ذات صمت،باغتتني نجمةٌ آبقةٌ.

تسلقت نافذتي قبل سقوطها بقفزة

حركت الستارة

مدت لسانها المشعّ

وفرت…

لم أمسك من ذيلها غيرَ ريشةٍ

نجمة كحمامة..

حمامة كسراب.

 

تطريز جميل على وجنات مخدتي

يتحول ليلا أصواتا ضاجة

وهمسات مريبة.

أحد الأغصان يصبح أرجوحة ..تغريني طفولتي المراوغه..

وردة في ركن قصي..لها شفتان

تحسنان الابتسام وإلقاء الشعر

وأنا مفتونة بالورد

و يفرحني الشعر

 

عندما أنام،تحيط بي المدينة العتيقة

شوارعها الضيقة الملتوية

تنثر عطر الراحلين

تفتح تسجيلا للخطى الراكضة

على الاسفلت البلل بالأحجيات 

الهاربة من ثقوب الأبواب

توارب همساتٍ للقلوب الخافقة

للقلوب الطامعة

و…لصنابير الذكريات التي قهرت العدم.

يمرّ الشريط بين أناملي..

ولا أمسك سوى الظل.

 

أحبّ الليل..

وأهرب من عتمته المنسوجة مع خيوط 

اللحاف الأبيض..

تلح على تسميته كفنا…

ألبسه وأنام…

 

 

الصباح مسافر تقطعت به السبل

أحاطت به متاهة  الحركة…

يركض إلى الخلف وتتسع المسافات

الوصول حلم غير مكتمل

في كل ليلة يبدأ من جديد ويقف في نفس المحطة…

الشوق إلى الوصول ضوء رفاف 

لا يستقر على لون…

 

أنا ..أحب الفواكه..

لكن بعضها يسبق بعضا إلي

يربكني الازدحام..

الحيرة نبتة شائكة التسلق 

والروائح تقرص أنفي:

البرتقال شغفٌ حامضٌ

التفاح بهجةٌ لعوبٌ

الفراولة حياءُ أنثى بين شوق الظهور

وخذر التخفي..

الموز موتٌ مؤقتٌ..

الخوخُ والمشمشُ ضرّتان تتنافسان منذ العهد الفرعوني..

والزوج خرج  ولم يعد.

والبقية تأتي..

وأنا على قيد الانتظار أفتح راحتي لغَرْفَة ماءٍ  من نهرٍ مقدسٍ…

 

أيا جلجامش…هل قتلتَ الأفعى

وفزت بعشبة الحياة أم مازالت جدتي تنصُبُ نوْلَ ألملحمة؟؟

5/8/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى