ثورة الملابس البائدة من ضيم الأجساد

ريناس إنجيم | ليبيا

(1)

عن تلك القبلة الغافية في أحداق اللحظة ..

وتلك الحرائق الساكنة في جسد اللهفة ..

والهمس الأعرج على سلالم الفراغ ..

واللحن المنساب من ألسنة المحطات ..

والشّعر المعبد بالطعنات  ..

والحنين الراحل نحو الأبد ..

واللقاءات المتهدلة في غابات النسيان ..

والمحطات المغرمة بتلويحات الوداع ..

والانتظار الموشك على الانفجار ..

والندم القابع في زوايا الاختيار ..

والموت المعلق في مشانق الأماني ..

والأحلام الحاقدة على الوسائد ..

والعطر المهاجر نحو السماء ..

و ثورة الملابس البائدة من ضيم الأجساد ..

وانهيار عروش الوحدة على أرضية الفوضى ..

وتعليق الطريق الموصد على شماعة المسافات ..

وهروب الدقائق من عتاب الأعين ..

وانتشار وجودك وبطء لقياك ..

وتمتمات أصابعك لشعري ..

وزفيرك الذي يقتلع غبار وحشتي ..

وأحاديثك التي ترسم ملامح قصيدتي ..

كلها وجميعها وجلها وبعضها وأكثرها وقليلها ..

عشته معك وفيك وبك ..

وافترقنا ..

على مضض..

 

(2)

أشتهي مساءً يشبهك

يلمس فساتين شغفي ..

يتربع زوايا وجودي

ويقيم مراسم الأنانية ..

على عتبات قصائدي ..

واثق العطر ينتشر بين أروقتي …

مدجج اللهفة ..

باحثا عني خلف ستائر الليل  ..

مجلجل الشهقات في أحضاني ..

وأنا ..

كـ ظبية  شاردة ..

في براري ولعك بي ..

تبحث عن شفاه ندية ..

تقرضها  قبلة

ورغيف خبز ..

ناشف أسمر ..

مختبئٌ خلف ملامحك ..

يختلس النظر بأصابعي ..

يقرأ حروفي التي ..

 تكتبه عشقا ..

بمداد قلبي ..

 

(3)

لا شيء ..

سوى الحنين يضاجع ليلتي ..

فينفخ في رحم انتظاري ..

ولي عهد الغياب ..

وملك ملوك اللامبالاة ..

أقف أتأمل بدهشة ..

انشغال المحطات ..

بالوداع والتلويحات ..

العناق والقبلات ..

يباغث المخاض أحرفي ..

وفي العراء المزدحم بالأنين ..

 أنجب  قصائد خدج..

ألقمها نهد محبرتي ..

وألفها بـ قماط أوراقي ..

وأضمها إلى كنف ذكرياتي ..

حتى يشتد عودها ..

وأقلدها وسام الحضور  ..

لعلها تكون أكثر إنصافا منك ..

وتعلق الغياب في مشانق الانتظار ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى