البَالُونَات
عز الدين أبو ميزر- القدس
لَمْ أَسْتَغرِبْ أَمسِ الأوّلَ،
أَن تَنْتفِضَ البَالُونَاتْ
فِي حَرَمِ القُدسِ وَفِي السّاحَاتْ
فِي يَدِ طِفلٍ أو طِفلَةْ
فَيَهُبُّ الجُندُ مِن الثّكنَاتْ
كلّهُمُ غَضَبٌ يَتَلَظّى
وَرُؤُوسٌ تَعلُوهَا الخُوذَاتْ
كَيْ يَغتَالُوا ذَاكَ النّفَسَ،
الْ سَكَنَ بِجَوفِ البَالونَاتْ
آهٍ يَا بَالُونَ الطِّفْلْ
فِي عَينٍ الغَاصِبِ وَالمُحتَلّْ
هَلْ صِرتَ سِلَاحَ مُقاوَمَةٍ،
وَلِبَثِّ الرُّعبِ أدَاةْ
بِقُلُوبٍ غُلْفٍ تَنفُثُ حقدًا
فيهاالحِقْدُ أناخَ وباتْ
أَوَلَم يَقذِفْهم رَبِّي قبْلْ
بالرُّعبِ وَلَم يُرفَعْ عَنْهُمْ
مَنْ يَنسَى مِنَّا كيفَ الجَيشُ،
اعتَقلَ حِمَارًا فِي سِلْوَانْ
فِي يًوَمِ انتَفَضَ، وَثارَ،
بِوجْهِهِمُ ذَاكَ الحَيَوَانْ
فَمَتَى العَالَمُ يُدرِكُ أنّا
مٍن طِينِ فِلِسْطِينَ خُلِقْنًا
مِن أوَّلِ مَا خُلٍقَ الإنسَانْ
فَالأرضُ هُنَا
والشَجَرُ هُنَا
سَيُقاتِلُ وَبِصِدقٍ مَعَنَا
وَلَسَوفَ يَعُودُ الحَقُّ لَنَا
لَوْ وَقَفَ العَالَمُ فِي طَرَفٍ
يَكْفِينَا اللهُ، وَوَجْهُ اللهِ،
يَكُونُ القِبْلَةَ وَالعُنْوَانْ