الهائج..  قصة قصيرة

د. قائد غيلان | أكاديمي من اليمن

جُبِل على التمرد وحب الخربشات، يحمل في جيبه أحلاما متعددة وأقلاماً وحدائقَ غُلبا. يترك أينما ذهب عبارةً في جدار، أو شكلاً يعبّر به عما يثور داخله من غضب. مرّ من أمام مؤسسته وكتب عبارة مقتبسة، ومضى يتسكّع باحثاً عن جدار ورقي أو عُكّاز يتوكأ عليه بقية الطريق.

في اليوم التالي خرج رئيس المؤسسة كالجمل الهائج: من كتب هذه العبارة ؟ أجمع الموظفون أن حمدي هو من كتبها، ذلك خطُّه وذلك أسلوبه في الانتقاد. جيء به مُكبّلاً بتُهَم شتى، ولسان حالهم يقول:” وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ”، ويقول في سرّه بل فعلها كبيرهم هذا. 

في الدفاع عن نفسه أعاد كتابة العبارة المقتبسة:

“يسرقون رغيفَك، ثم يعطونك منه كِسرة، ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم .. يا لوقاحتهم”

     غسان كنفاني

     ‏ثم استطرد في الدفاع: كان الأديب الراحل يقصد بها الاحتلال وليس أنتم، اسألوا التاريخ والأدباء، أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ، فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ.

     ‏ ‏أُمِر الشاب أن يذهب ويكتب توضيحهاً أسفل العبارة بمن يقصدهم، حمل أقلامه وذهب إلى ذات الجدار وكتب تحت العبارة:

     ‏هذه العبارة تخص الاحتلال فقط، ولا نقصد بها أي طاغية آخر .. !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى