المازة ترمس

فوزي البكري | القدس

إهتف معي صبحاً وردِّد في المسا

الله ما أقسى الزمان وأهلسا   

***

واكتب على وجه العدالة جملةً

إن الذي خلق الفوارق قد قسا

***

إنَّا طفارى والكؤوس كفيلةٌ

أن تجعل الطفران ينسى ما نسى

***     

في الجيب بعض دراهم نأبى لها

طول البقاء تفهُّماً وتمرُّسا 

***

إن الجيوب إذا تبيتُ فوارغاً

تضفي على السكران عقلاً كيِّسا

***

لا عاش قرش والخمور دفينةٌ

خلف الزجاج وقد عقدنا المجلسا

***

قلنا وساقينا يقلِّب طرفَهُ

ونكاد من فرط الحيا أن نهمسا 

***

والجو فخفخة يفيض طلاوة

والورد يغنج للنسيم تميُّسا

***

هاتِ اسقنا البيرا فإن مذاقها

في الحرِّ يفتح للصدور تنفسا

***

جلست على نضد كأن حبابها

يأبى لخفة دمِّه أن يجلسا

***

ولعلَّ ممَّا زاد طيني بِلة ًأ

و زاد في كوم القمامة خنفسا

***

أنا على جوع نكاد ن قيأها

ونمزُّ من نعم المهيمن ترمسا

***

يا لعنة التاريخ صبي كأسها

إني خزقت الجيبتين تحسُّسا

***

لا بأس يا زمن العجائب أن أرى

أحسو مرارة طعمها فيمن حسا

***

يأبى الكريم على الزمان مهانة

لولا ظروف في الزمان إذا قسا

***

يا دهر خن ما شئت واغدر مدبرا

إني أراك على الطبائع مومسا

***

لا خير فيك ولا لعهدك ذمة

حتى قتلت “لعل” فينا أو “عسى”

***

أيان جئتَ علي يوما مقبلاً

أو جئت ترميني بحال أنحسا

***

فلسوف أقضي الحالتين على الهوى

متصعلكاً في الماجنين ومفلسا

***

لا بد من ويسكي ترن كؤوسه

لا بد من لحم وإن طال الكسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى