المفتي محمد حسين.. رمز عصامي ومن أبرز حماة الأقصى والديار
محمد زحايكة | جبل المكبر- فلسطين
ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة
تعود معرفة الصاحب بمفتي القدس والديار الَمقدسة سماحة الشيخ محمد حسين إلى أيام إشغاله منصب مدير المسجد الأقصى المبارك وخطيبه المفوه في ثمانينيات القرن العشرين، حيث كان الصاحب ” يتدحرج” إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين في كل مرة يتعرض فيها إلى اعتداءات المتطرفين اليهود وأضرابهم وتصدي المواطنين لهم وما يتبع ذلك من مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال.
وما إن يطل الصاحب على الشيخ الشاب أبو جهاد وقتها، حتى يستقبله بكل مودة وترحاب في مكتبه الجميل على سطح قبة الصخرة .. وما إن ” تحمى الحديدة ” وتشتد المواجهات حتى يسارع الشيخ محمد حسين إلى التسلح بمكبر الصوت ويهرع إلى مكان ومنطقة المواجهات في الحرم الشريف صارخا بصوته الحاد المؤثر لحماية الشباب من خطر الإصابة أو الاعتقال ومطالبا شرطة العدو بترك المكان وعدم تدنيسه.
وكانت هبة الشيخ محمد حسين هذه ودفاعه عن المصلين والمتعبدين وحقهم في التعبد في مسجدهم وتحميله المسؤولية لقوات الاحتلال، تستفز هولاء وتجعل قادتهم يتميزون غيظا وهم يشاهدون الشيخ محمد حسين يتقافز كالأسد لمنعهم من مواصلة اعتداءاتهم وحرصه على حماية الشباب والمصلين.
وكانت أيام صعبة تمور بالأحداث القاسية ورغم ذلك باشر أبو جهاد مهمته الوعظية والإرشادية والعملية بالدفاع عن الأقصى بكل ما يستطيع من قوة وحكمة في مواجهة غطرسة المحتلين الذين لا يحترمون حرمة المقدسات. وتطورت العلاقة الشخصية مع الشيخ محمد حسين مع مرور الأيام والذي أشرف على دخول الصاحب “بيت العدل” وعقد قرانه المبارك في منتصف التسعينيات. ثم قصص النجاح التي حققها الشيخ المحبوب في مسيرة حياته وصولا إلى تسنمه منصب مفتي فلسطين جراء أحقيته وجهاده وثباته على عتبات ومحاريب المسجد الأقصى المبارك وعلاقاته الوثيقة التي بناها مع مختلف الأطراف والقائمة على الندية والود والاحترام المتبادل .
الشيخ محمد حسين إنسان متواضع ولطيف المعشر يتميز بخلقه الكريم والدمث وأدبه الجم وعلاقاته المتميزة مع جمهرة الصحفيين الذين يحترمهم ويقدرهم ودائما يعطيهم الأولوية ويجعلهم في صدارة الحدث لإيمانه بدورهم في نقل وإيصال الحقيقة إلى العالم . إنسان راقٍ يعرف حدوده وإمكانياته ولا يتأخر عن المشاركة أو المساهمة في حل أي أشكال يعرض عليه ساعيا إلى الإصلاح بين الناس بكل خير ومحبة . ويذكر الصاحب إنه في حقبة من الحقب كان يزور كل حاج في منطقته والمباركة له بعودته سالما بقلب أبيض سليم من الديار الحجازية بمشيئة الرب ورضوانه .
كما أنه يشارك في المناسبات الاجتماعية قدر المستطاع حتى يبقى قريبا من نبض الناس ويلمس عن قرب همومهم محاولا بث رسائل من الأمل والطمأنينة حتى الخلاص من قهر وظروف الاحتلال البائس، فليس على الله ببعيد .
ووصلت العلاقة الشخصية مع سماحة المفتي أنه كان يحبب الصاحب في أداء الصلوات والعبادات والتقرب إلى الله بغض النظر عن ماهية أو نوعية قناعاته السياسية والفكرية . فالمهم هو العلاقة بين الإنسان وربه يجب أن تكون وتظل سوية في جميع الأحوال .
المفتي العام محمد حسين شخصية تعبت وجاهدت الجهاد الأكبر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من السمعة الطيبة والمواقف الوطنية الثابتة لدرجة تشبيهها بشخصية المفتي الراحل الحاج أمين الحسيني – رحمه الله – الذي شغل الدنيا كما وصفه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ذات مرة .
كل المحبة والتقدير لشخصية المفتي العام محمد حسين أحد سدنة وحماة الأقصى المبارك وصوت فلسطين الديني ورمز الاعتدال والتسامح .