حوار بين آدم وحواء
مريم يوسف فرج | ريف دمشق – التل – حزنة | سوريا
القصيدة ملخص رسالة دراسات عليا؛ عنوانها: المرأة هي الحصن، والحصن هو الهدف
يا منْ خلَقَ لآدمَ حواء
|
باسمِكَ ربي خيرُ الأسماءِ
|
بسلامي على كلِّ الزملاء
|
أبتدئُ كلامي وأُثنِّي
|
يا منْ أنتُم لهما أبناءْ
|
وأُحيِّي الجمعَ بأكملِهِ
|
حكَماً في جلستِنا العَصماء
|
أرضى في شرعِ اللهِ لنا
|
يُقلقِني آدمُ أنا حواء
|
لا أُخفيكم سرّاً أنِّي
|
آدم يرد | |
إن شئتِ فقلبي أُهديكِ
|
حَوائي نفسي تفديكِ
|
كي أُحضِرَ رزقاً يكفيكِ
|
وسأعملُ وأكِدُّ وأشقى
|
أجملُ ما فيها أُهديكِ
|
وأجوبُ الأرضَ بِرمَّتِها
|
من كلِّ الشرِّ سأحميكِ
|
وسأَبني قصراً ذا سورٍ
|
لا أحدَ يراكِ فيُطغيكِ
|
ولتبقَي حوائي وحدِي
|
ماذا يُقلِقُكِ ويُبكيكِ
|
من سَهَّرَ عَينَي حوّائي
|
حواء تتابع | |
قد صدَرَتْ يا آدمُ منكَ
|
يقلقني أقوالٌ شتّىَ
|
في عقلٍ أو دينٍ عنكَ
|
كم قُلتَ بأنِّي ناقصةٌ
|
لا أصلحُ أن أملكَ مُلكا
|
وبأنِّي ضلعٌ قاصرةٌ
|
لا أَدنو أو أقربُ مِنكَ
|
وبأنَّي إِن أشهدْ نِصفاً
|
وأنا عبْدَتُكَ كما يُحكى
|
وبأنك ربٌ قوَّامٌ
|
آدم يرد | |
فَرسول البشريَّةِ قالَه
|
حوائي ما ذاك بقَولِي
|
أَأُكذِّبُ لله مَقاله؟
|
وكذلكَ جاءَ بقرآني
|
حواء تقول | |
تتناسَى ما رَبِّي قَرَّرَ؟
|
يا آدمُ كي تَنْكرَ حقِّي
|
فتقرَّ وتقبلَ ما برّر
|
ويَؤُزُّكَ شَيْطَانُكَ حيناً
|
أعداءٌ مَن قالَ وثرثر
|
تأتي وتروِّجُ آراءً
|
إَن حلَّ بأوطانِكَ دمَّر
|
مِن غزوٍ فكريٍ باغٍ
|
هل نَصَحَ عدوٌّ أو عمَّر؟
|
للخُلُقِ وللقِيَمِ العليا
|
سيلٌ قدْ أزبدَ قد زَمجَرْ
|
فَعدوُّكَ طغيانٌ عاتٍ
|
لن يرحَمَ ورداً لو زهَّر
|
يأتي للأرضِ ويَجرِفُها
|
يمحو لليابِسِ والأخضَر
|
وكذلِك لنْ يرحَمَ شَجَراً
|
مجدَ الأجدادِ وما يؤثَرْ
|
كي نهدِمَ نحنُ بأيدينا
|
وجذورُ الشجَرِ إذا عمَّر
|
قد يبقى الصخرُ يجابُهُهُ
|
إن ذَبُلَ الساقُ وما أَثمَر
|
فلنحرِصْ نحنُ على جَذرٍ
|
أغصاناً تَغدو كالمَرمَر
|
فسَيُنبِتُ مرّاتٍ أُخرى
|
آدم يتابع | |
لا سمَحَ اللهُ ولا قدّر
|
أمّا لو أنّا قطَّعنا
|
فبذلِكَ للشّجرِ سنَخْسَر
|
جّذراً يتغلغَلُ في أرضٍ
|
حواء تتذكر ظلمها قبل الإسلام | |
كم كانت حواءٌ تقهر
|
يا آدمُ دعني ناسيَةً
|
ولهذا اليومِ بها تؤسَر
|
بعصورٍ طُويَتْ وانهزَمَتْ
|
للجهلِ فهل قيدي يُكسَر
|
لا زلْتُ أُعاني آثاراً
|
المرأة قبل الإسلام | |
يأخذُني الرجلُ إلى المتجَر
|
قد كنْتُ أنا سقطَ متاعٍ
|
مَن يعرِفُ لي شأناً يُذكَر
|
كالشاةِ أُباعُ فلا أَلقى
|
ينبوعُ الآلامِ الأكبَر
|
جوراً سماني يونانُ
|
كالعلقمِ مرٌّ بل أكثر
|
نَعتوني في أَنِّي موتٌ
|
آدمَ من فردوسٍ أخضَر
|
وأضافوا أنّي مخرجَةٌ
|
الشيطانُ وفي ذلكَ قرر
|
والله يقولُ أَزَلَّهُما
|
الوسواسُ وفيها قد غرّر
|
حواءٌ مثلَك أخرجَها
|
من شرِّ الوسواسِ الأَخطَر
|
ولذلك كان محذِّرُنا
|
إن عدنا في يومِ المحشر
|
كي لا يحرِمَنا جنات
|
أدنى من ذلك بلْ أحقَر
|
وكذاك يهودٌ جعلوني
|
كالبشرِ وجوداً لا أكثر
|
أحلُمُ في صكٍّ يمنحُني
|
لا أملكُ أُظلَمُ أتَمرْمَر
|
لا أرثُ ولا أبرِم عقداً
|
من قبلِ الإسلامِ تصوَّر
|
وكرهَني عربٌ قدماءٌ
|
ستقامُ وأخبارٌ تُنْشر
|
إن وُلِدَ الذكّرُ فأفراحٌ
|
إن أحدٌ بالأنثى بشّر
|
وأبٌ يتوارى في ذلٍّ
|
والقلبُ تقطّعَ وتفطَّر
|
يحمِلُها بينَ ذراعَيْهِ
|
ويدعُها في البيتِ لتكَبر
|
هل يحملُ هوناً أو عاراً
|
للوالدِ قلباً يتحجَّر
|
أم يدفعُ ذاك بأن تلقى
|
عارٌ أن تُبقيها فاحذَرْ
|
إنْ حارَ فصوتٌ يأتيهِ
|
وتساعدُ في قبرِ يُحفَرْ
|
قد تأتي معه ولا تدري
|
بحنُوٍّ وبعطفٍ أَندَرْ
|
قد تنفضُ للوالدِ شَعرا
|
يتردّدُ يتصبّرُ يقهَر
|
مِن ثمَّ يواريها أرضا
|
مع هذا أو ذاك ستُقبَر
|
تبكي والوالدُ يبكيها
|
حواءٌ عارٌ فلتُطَمر
|
وبكل القَسوةِ ستوارى
|
آدم يقول | |
عينيكِ ومَن قلبَك كسَّر
|
من ذا يتجرأُ أنْ يؤذي
|
أمّي أُختي سَكَني تُقهَر
|
هل تؤذى الفِلذةُ من كبدي
|
عن قلبٍ للدنيا عمَّر
|
أتمنى أن أمسحَ حُزناً
|
من ذا لحقوقِكِ قد قرَّر
|
من حطّم قيداً يؤذيكِ
|
المرأة بعد الإسلام | |
أنقذَنِي من ظلمٍ حرَّرْ
|
جاءَ الإسلامُ وكرّمني
|
من جهلٍ للمرأةِ حقّر
|
مِن جورِ المجتمعِ القاسي
|
مثلُك يا آدمُ فتبصَّر
|
أعطاني حقّاً في أَنِّي
|
مِن حقِّ حاشى أنْ يحصَرْ
|
أنا أملِكُ ما تملكُ حتماً
|
وسنُسألَ في يومِ المحشر
|
كلفّني مثلَكَ أعباءً
|
ولزوجي وحدي أتخيّرْ
|
أتعلّمُ أملِكُ أو أقضي
|
لي حقّاً كالرّجُلِ تفكَّر
|
فوَّضني كرّمني أَعطى
|
آدم وحواء معاً | |
كي نحمي لتُراثٍ يُؤثَر
|
فتعالَوا كي نبذِل جُهداً
|
ورسولُ البشرَّيةِ مأْثَر
|
فكتابُ اللهِ لنا نهجٌ
|
في ذلِكَ أحمدُ قد بَشَّر
|
لنْ نضلُلِ ما داموا فينا
|
آدم يرضى بشرع الله | |
في شرعِ اللهِ وما قرّر
|
عفواً حوائي فسأرضى
|
لهلاكِ الأمةِ قد حَضّر |
وسأنبذُ أقوالَ عدوٍ |
مجدَ الأجدادِ وما يُؤْثَر
|
لن نهدِمَ نحنُ بأيدينا
|
حواء تفخر | |
وبأنّي حواءٌ أفخَرْ
|
يا آدمُ إنّي حواءُ |
يا آدمُ مني لا تَسْخَرْ
|
لا تعبَثْ بي وبإحساسي
|
وسَأُسْأَلُ في يومِ المَحْشَرْ
|
أنا مثلُكَ كُلّفْتُ يقيناً
|
بكتابِ الله وما يُؤثَرْ
|
فاسمْع رَأْيَ امرأةٍ تَزْهو |
مَنْ يَنْصُرُ ربي فَسَيُنْصَرْ
|
تَنْصُرُ رباً قد أَنْصَفَها
|
آدم يرد | |
حواءُ دعيني أتنوّر
|
ما أعظمَ ديناً ينصفُنا
|
فلعلي أجهلُ ما يُذكَر
|
لا أبغي أن أهضِمَ حقّاً
|
في البيتِ فهل ذلكَ يَنكَر؟
|
وعرفْتُ بأني قوّامٌ
|
متى يكون الرجل قوام | |
يا ليتَكَ فيها تتدَبَّر
|
أما عن أنَّكَ قوّامٌ
|
يا آدمُ في يومِ المحشَرْ
|
فالقائمُ راعٍ مسؤولٌ
|
أو ظُلمٍ يا آدمُ فاحذَر
|
عن عدلٍ سادَ رعيَّتَهُ
|
يرعاها كيلا تتأَخَّرْ
|
لا يَبْخسُها حقّاً أبداً
|
بالمجدِ وبالرِفعَةِ يذخَرْ
|
عن ركبٍ فيه حضاراتٌ
|
قوَّامٌ ومديرٌ سخَّر
|
وكما في كلِّ مؤسّسَةٍ
|
في شرعِ الخلاّقِ الأكبَر
|
فالطاعةِ للقائدِ أصلٌ
|
عِلما مالا كي تتحضَّر
|
بالقوة يحميها يُعطي |
سأُنَّفِذُ ما منكَ يُقرَّر
|
إنْ كنتَ كذلِكَ فتقدَّم
|
لأبيكَ وحاذِرْ أن تَخسَرْ
|
وأقولُ لولدي كنْ سِراً
|
يزهُو في ذلك بلْ يفخَر
|
ولدي إن قالَ فلانُ أبي
|
للأسرةِ راعٍ وتُؤَمَّر
|
إنْ حقّقتَ شروطاً تبقى
|
من أجحفَ حقّاً أو قَتَّر
|
وقِوامتُه شرعاً تُلغَى
|
آدم يقول | |
حكماً ورضيتِ بما قرر
|
أَقبلْتِ بشرعِ الله لنا
|
في عقلٍ أو دينٍ يُذكَر
|
ماذا عن أنكِ ناقصةٌ
|
هل لي أن أعرفَ ما برّر؟
|
في سنَّةِ أحمدَ قائدُنا
|
حواء ترد | |
في عقلٍ أو دينٍ فانظُرْ
|
أما عن أنّي ناقصةٌ
|
بِمَعَاجمِ لُغتي فَسَتَعثُرْ
|
أدعوكَ ابْحثْ عن معناهُ
|
إن تَتْرُكها بِكَ قدْ تَغدُرْ
|
اعقِلْ للفَرَسِ أي اربُطْها
|
عن كلِّ هوىً بك قد يحدُرْ
|
فالعقلُ بأنْ تعقِلَ نفساً
|
وبآدمُ ذلكَ قدْ يَجدُرْ
|
ولْتَبقى لي مثلاً أعلى
|
معها حواءُ أتتْ تخطُرْ
|
لو أنَّ الدّنيا بِبَهاها
|
تَعقِلُ للنَّفسِ لها تَأمُرْ
|
في سحرٍ وجمالٍ شتّى
|
إلا لِحَلالٍ لا أنظُرْ
|
وتقولُ لِشَيطانِكَ اِخسأ
|
وأتيتَ زَنيما ما تَشْعُرْ
|
تتخيّلُ لو أمُّكَ خانَتْ
|
أسألُكَ اللهَ فهل تعذُرْ
|
لو أختُكَ أو بنتُكَ أَثِمَتْ
|
آدم يقول | |
أن أغفِرَ ذلكَ أو أَعذُرْ
|
حوائي لا يمكن أبداً
|
حواء تتابع | |
يَخشَونَ عليها أن تحْدُرْ
|
فكذلِكَ تلكَ لها أهلٌ
|
نبلاً وسُمّواً هلْ تنذُرْ؟
|
كي تَبقى طُهراً ونَقاءً
|
لنبيِّكَ يوسفُ أن تَذْكُرْ
|
إذ ما عَينَاكَ رأَت أُنثى
|
وتُزَكِّي النفسَ لكي تَطهُرْ |
تَترَّفعْ عن فحشٍ تَسمو |
أو خالدُ أبطالاً تندُرْ
|
سنرى في أمثالِكَ عُمَرا
|
أروعَ من عطرٍ إذ تَنثُرْ
|
وبذلكَ تَغدو حواءٌ
|
أبوابَ المجدِ غَدَتْ تَنقُرْ
|
إِن كانت أماً عصماءً
|
لو غابَتْ عن بيتِكَ تَهجُرْ
|
أو زَوجاً سَكَناً أو أختاً
|
ثقةً لمواهِبِها واسبُرْ
|
أَدِّبْها علّمْها امنَحْها
|
آدم يرد | |
أَعتزُّ بها أَزهو أكبُرْ
|
حوّائي إِنّك لي أختٌ
|
لن أعْلُ عليك ولن أبطرْ
|
بلْ أَنتِ الفِلذَةَ من كَبِدِي
|
في شرعِ اللهِ فلنْ أَغْدُرْ
|
حواءٌ إِنَّكِ لي زوجٌ
|
لا أَبغي غيرَكِ لا أنظُرْ
|
وستبقَي حوائي وحدي
|
سأَغُضُّ كما ربِّي يَأمُرْ
|
لو عُرِضَتْ فتياتُ الدُّنيا
|
حواء ترد | |
فارسَ أحلامي فلتكبُرْ
|
وبذلِكَ تغدو في عَينِي
|
ولحواءٌ حبٌّ يَأسُرْ
|
فالعقلُ لآدمَ مخلوقٌ |
يسري بالأُسرَةِ كي تَنْضُرْ
|
برباطٍ عُلويٍّ أَسمَى
|
وسأَقتُلُ للقلبِ وأزْجُرْ
|
فالعقلٌ سيجعَلنُي رجلاً
|
أو بنتاً أو أُختا تَذخُرْ
|
لعواطفَ جعلتْني أمّاً
|
بدلاً من عدْنٍ هل تذكُرْ؟
|
بمشاعر جَعلَتْ لك بيتا
|
واحدةً يا آدمُ فاذْكُرْ
|
في الجنّةِ كانت حواءٌ
|
آدم يقول | |
أتمتعَ وإليها أنظُرْ
|
قد خلقَ اللهُ المرأةَ كي
|
عن تلكَ الفتنةِ لا أصبِرْ
|
جمَّلَها وفتنَنَي فيها
|
حواء تقول | |
فتمتَّعْ فيها واستَأْثِر
|
قد حلّل ربُّكَ لكَ زوجاً
|
لامرأةٍ أخرى لا تنظر
|
لله حدودٌ فالزمْها
|
آدم يفكر ويقول | |
الأمةُ أنّى تتحضَرْ؟
|
وسأسألُ تاريخاً ولّى
|
المجدُ يحصّلُ ويطوَّرْ
|
سيُجيبُ بقولٍ مختصَرٍ
|
للعلمِ توجِّهُ وتقرَّرْ
|
إذ ما كلُّ الطاقاتِ غدَتْ
|
بغوانٍ سارَتْ تتبخْتَر
|
لا تهدُر قدُراتِ شبابٍ
|
والمرأةُ أرخصُ ستسَّعرْ
|
لتروّجَ سِلَعاً في سوقٍ
|
كي تُرضي ذَوقاً يتدَهْوَرْ
|
وتراها تعرِضُ أزياءٌ
|
مفرَغَةٍ فيها لا يظهَرْ
|
تبقى أمتُكَ بدائرةٍ
|
لتُسابقَ في وضعِ الأَحمر
|
إلا امرأةً باتَتْ تعدو
|
للحلُمِ الورديِّ الأخضَرْ
|
وشبابٌ يتبَعُها يشدو
|
في شوقٍ تلهَثُ تتحسَّرْ
|
بعيونٍ جائعةٍ حيرَى
|
لا شيءَ أعزّ ولا أندَرْ
|
كي تحظَى بالفِتنةِ يوماً
|
ويسجّلُ في سُفلِ المحضَرْ
|
يبقى التاريخُ لها رصَداً
|
لنْ تُفلِحَ حتماً وستخْسَرْ
|
إن تتبَعْ أمتُكَ هواها
|
حواء تتابع | |
يمكنها ألاّ تتأخَّرْ
|
واسألْ للتاريخ بماذا
|
في خُلُقٍ للأمةِ سوَّرْ
|
بالحشدِ لطاقاتٍ عُظمى
|
يمنعُ آلافاً تتجمهَرْ
|
بحصارٍ فُرضَ على لهوٍ
|
بالقيمِ وبالمجدِ اسْتَهْتَرْ
|
في لعبةِ كرةٍ أو حفلٍ
|
من عمرِ الأمّةِ بل تُهدَرْ
|
ولْتُحسَبْ ساعاتٍ تمضي
|
كم يُبنى فيها ويُعمِّرْ
|
لو كانت في عملٍ يُجدي
|
آدم يتم | |
إذ حُكمَ على بزرْ جمهَرْ
|
واسأَلْ عن كسرى يومئذٍ
|
والوجهُ لكسرى يتمعَّرْ
|
إذ تُسفِر بنتٌ حسناءٌ
|
بل يسقطُ إذ وجّهَ أسفَرْ
|
ويحُسُّ بملكٍ يتهاوى
|
في عُجبٍ عن خَطبٍ يظهَرْ
|
أرسلَ كسرى كي يسألهَا
|
قد وقعَ على شعبٍ يُقهَرْ
|
فأجابَتْ تتحدّى ظُلماً
|
وجهُ الحسناءِ لما أَسفَرْ
|
لو كان هنا جمعُ رجالٍ
|
الحجاب مصلحة اجتماعية | |
كي تعقِلُ كيلا تتهوَّرْ
|
فحجابُ المرأةِ مفروضٌ
|
من كلِّ أذىً قد لا يحضَرْ
|
وتراهُ كحصنٍ يمنعُها
|
بالعفَّةِ والشرفِ سيُمهَرْ
|
وسيضع لهفْواتٍ حدّاً
|
سيلاً أزبَدَ أرغَى زمجَرْ
|
إِن تهفو آدمُ ستَراني
|
للبيتِ ستحرِقُ فلْتَحْذَرْ
|
بل ناراً عشواءَ تأتي
|
فلذاتِكَ أبصِر وتدبَّرْ
|
من أنْ تَهدِمَ بيتاً يؤوي
|
ناراً أو سيلاً يتحدَّرْ
|
واعقِلْ والجِمْ لجماحِ هوىً
|
من نارِ الفرقةِ يتمرمَرْ
|
وتُشرِّدَ طفلكَ يتلظى
|
لا بيتاً للرّاحةِ وفَّرْ
|
لا لمسةُ حبٍّ من أمٍّ
|
تَبنيه على نفسِ المحوَرْ
|
وذهبْتَ لتبحَثَ عن بيتٍ
|
سيُخيف لابنِكَ فتذكَّرْ
|
لكنَّ البيتَ غدا وحشاً
|
ولذلِكَ بيتُكَ يتدمَّرْ
|
أنّك لم تعقِلْ لهوَاكَ
|
إنِّي أحببتُك يا أسمَرْ
|
من أجلِ فتاةٍ لك قالَتْ
|
آدم يقول | |
هل أنتِ الرّقَّةُ تتحدَّرْ
|
مهلاً حواءُ أخفتيني
|
تأكلُ لليابسِ والأخضَرْ
|
أم أنّكِ ليثٌ أو نارٌ
|
حواء تنصح | |
في قرآنٍ دربَكَ نوَّرْ
|
هلا أبدلْتِ النارَ هدىً
|
للبصرِ لكيلا تتهوَّرْ
|
إذ نادى ربُّكَ أن غضّوا
|
يرقى بلْ يسمو، يتحضَّرْ
|
ولِيبقى بيتُكَ في أمنٍ
|
وسلوكُكَ في ابنِكَ أثَّرْ
|
ابنِّك في عزِّكَ يتربّى
|
ويقومُ بأعمالٍ تُذكَرْ
|
يغدو في المستقبلِ رجلاً
|
إما قد دانَكَ أو برَّرْ
|
يختصرُ العمرَ بألفاظٍ
|
في برٍّ أو منكَ تذمَّرْ
|
ويردُّ جميلَكَ في كبرٍ
|
آدم يقول | |
عذراً لا تَدَعيني أُقهَرْ
|
مهلاً حوائي والتمسي
|
حواء ترد | |
لَنْ أُغفِلَ هذا سأبرِّرْ
|
معذورٌ يا آدمُ حتماً
|
أصلي من ضِلعِكَ لا تُنكِرْ؟
|
أصلُكِ من أرضٍ قاسيةٍ
|
تاجِرْ واسْتَورِدْ أو صدِّرْ
|
فاعملْ في أرضِكَ عمِّرْها
|
من صُنعِكَ يا آدمُ فَكِّرْ
|
فلَئِنْ كان المجدُ الأعلى
|
ولأمِّكَ يا آدمُ قدِّرْ
|
أنَّكَ جزءٌ من صنَعَتِها
|
آدم يقول | |
ميراثي ضِعفٌ هل يُنكَرْ؟
|
هل عِندَكَ لسؤالي رَدٌّ
|
حواء ترد | |
هذي أُحجِيَةٌ هل تحزَرْ
|
أما عن ميراثِكَ ضِعفٌ
|
للبيتِ ستبني وتعمِّرْ
|
فلأنِكَ وحدكَ مسؤولٌ
|
إِن كنتَ غنيّاً أو معسَرْ
|
ولسوفَ تكلَّفُ إنفاقاً
|
إن شئْتُ فأُمسِكُ أو أَهدِرْ
|
والنصفُ ستَبقى لي وحدِي
|
آدم يقول | |
وأنا من شَهِدَ ومن قرَّرْ
|
وكذاكَ شهادتُكِ نصفٌ
|
حواء ترد على الشهادة النصف | |
من أمرٍ خصَّك لا أكثَرْ
|
وشهادتي نصفٌ إنْ كانتْ
|
فأَنا منْ شاهَدَ أو قرَّرْ
|
أما إنْ كانَتْ من شأنِي
|
أو بنتٍ عذراءَ يُحَظَّرْ
|
بولادةِ وَلَدٍ من أمٍّ
|
فأنا مَن شَهِدَ ومن خَبَّرْ
|
عن أنْ تَشهدَ آدمُ فيها
|
من أفضلِ من خلَقَ وصَوَّرْ
|
وأنوبُ أنا عن أربَعَةٍ
|
آدم يقول | |
ونبيُّ البشريَّةِ قرَّرْ
|
لكنَّكِ ضلعٌ معوجٌّ
|
أعلاها ولذلك قدَّرْ
|
إذ أعوَجُ ما في أضلعِنا
|
للضلعِ بلا شكِّ يُكسَرْ
|
وحذَّر أنْ لو قوَّمْنا
|
حواء ترد | |
للقلبِ ففي ذلكَ فكِّرْ
|
أضلاعُكَ أعظمُ حُراسٍ
|
لفُؤادِكَ تحمي وتُحَذِّرْ
|
فالعَوْجَةُ في ضلعِكَ دِرعٌ |
من جِهَتي للكلِّ سأُنذُرْ
|
لن أتركَ شراً يأتيهِ
|
ولولَدَي عن نفسي أُؤثِرْ
|
فأنا بالروحِ سأَفديهِ
|
أُعطي أُعطي لا أَستَكثِرْ
|
بحُنُوِّ الضلعِ أنا أمٌّ
|
يا آدمُ فلذلِكَ أَكبِرْ
|
وبِسِرٍّ مِنهُ أنا سَكَنٌ
|
ضِحكتُهُ لجنَاني تُسحِرْ
|
أَرعى للطفلِ أُهدهِدُهُ
|
أَنَّتُهُ لعيوني تُسهِرْ
|
إحساسي إِن أَنَّ مريضاً
|
ولدمعِ العينِ أنا أُمطِرْ
|
وأُعطِّلُ كلَّ مشاريعي
|
هل تأخُذُ دوري هل تَقدِرْ؟
|
وسأبقى أعظمَ مدرسةٍ
|
آدم يقول | |
لن أرضى ذاك، لن أقدِرْ
|
سأقرُّ وأعترفُ بأنِّي
|
حواء تتابع | |
ربّي في دَربِكَ كي تُبصِرْ
|
أنا جذوةُ نورٍ أَرسَلَهَا
|
للكونِ برمَّتِهِ تُزهِرْ
|
أو شمسٌ مشرقةٌ ترنو
|
للمرأةِ لا سيفٌ تُـشهِرْ
|
يا آدمُ ذلكَ تكريمٌ
|
من ضلعِكَ سوَّاني قدِّرْ
|
سوَّاكَ إلهُكَ من طينٍ
|
روحُ الرحمنِ لهُ تؤثِرْ
|
هل يعلو الطّينُ على بَشَرٍ
|
يا آدمُ أَبِذَاك تُعَيِّرْ؟
|
أم ضلعُكَ عارٌ أَحمِلُهُ
|
آدم يقول | |
عن ضلعِي ولِربّي أشكُرْ
|
كلا لن أعلوَ حوائي
|
والحكمةَ من ذلكَ أسبُرْ
|
أن جعلَ العوجةَ في ضِلعي
|
لتعانِقَ طفلي فسأذَكُرْ
|
لو جاءَتْ زوجي بحنوٍّ
|
فَلِذاتي من خطرٍ يصدُرْ
|
للضلعِ الأعوجِ كم يحمي
|
ستَراها كاللبَّوةِ تنظُر
|
عن خَلُقِ اللهِ بأجمعِهِم
|
ولفلذَةِ كبدي فسأَنْصُرْ
|
إياكم أن تؤذوا ولدي
|
حواء تتابع | |
أنا كتلةُ إحساسٍ تُبهِرْ
|
أنا نبعٌ ثرٌّ وعطاءٌ
|
فَلْذَتُكَ المحبوبَةُ فكِّرْ
|
الأمُّ أنا والأختُ أنَا
|
تَفقِدْ ما في المرأَةِ يُسحِرْ
|
فاحذَرْ لو قوَّمْتَ بيومٍ
|
حواءُ فحاذِرْ أن تخسَرْ
|
يا آدمُ إِنَّكَ مُحتاجٌ
|
تَسري بوِصالِكَ لا تُنكِرْ
|
حواءٌ تغدو لكَ روحاً
|
هي روحٌ تسري كي يُزهِرْ
|
الكونُ جمادٌ لولاها
|
سيَفوقُ الزَهرَ وإن تَنثُرْ
|
حواءٌ في بيتِكَ عِطرٌ
|
لو خانَتْ أو سقَطَتْ يَحدُرْ
|
حواءٌ في بيتِكَ عزٌّ
|
لو غابَتْ أو تَركَتْ تهجُرْ
|
حواءٌ في بيتِكَ أُنسٌ
|
أَبدِيٌّ يا آدمُ فانظُرْ
|
حواءٌ في قلبِكَ حبٌّ
|
في الدُّنيا فلِرَبِّكَ فاشكُرْ
|
حواءٌ صمامُ أمانٍ
|
أمّكَ أختُكَ لا تتنَكّرْ
|
يا آدمُ إنِّي حواءٌ
|
فيها أنهارٌ تتحدَّرْ
|
واذكُرْ إذ كُنْتَ بجنَّاتٍ
|
فيها آلاءٌ لا تُحصَرْ
|
فيها ما لم تَرَهُ عينٌ
|
وحدي في الجنَّةِ أَتعثَّرْ
|
ناجيتَ الله بِأنْ ربِّي
|
لأنيسٍ للجنَّةِ يَحضُرْ
|
رباهُ فإنّي محتاجٌ
|
في عَدْنٍ حاشى أن أُقْهَرْ
|
آلاؤكَ كادَتْ تغمُرُني
|
إِنْ يخَفى ذلكَ أو يَظْهَرْ
|
علاّمٌ أنتَ لما أَبغي
|
آدم يتم | |
حواءٌ مطلوبُكَ أبشِرْ
|
ناداني اللهُ أيا عَبدي
|
يا عبدي أَعلَمُ ما تُؤثِرْ
|
بَتْ أنتَ قريراً في نومٍ
|
ربّاهُ أَحَقّاً ما أُبصِرْ
|
افتحْ عينَيْكَ مفاجأةً
|
فلأنتِ الجنَّةُ إذ تُزهِرْ
|
منْ أنتِ أجيبي يا أُنسي
|
عن بُعدِكِ أبداً لن أَصبِرْ
|
مِنْ دونِكِ عدنٌ مقفِرَةٌ
|
همسة للفطناء | |
أدعو لأياسٍ أن يحضُر
|
أَهمسُ للفطنةِ أوقظهُا
|
بنماذجَ حتماً لن تُحصَر
|
نَمشي بالسّوقِ لكي نَحظى
|
من معمَلِها أو مِن متجَرْ
|
من كلِّ صناعاتِ الدّنيا
|
نشراتٌ جهزّها حضَّر
|
فلسوفَ نُلاقي داخلَها
|
لا يسمعُ من غفَلَ وثرثَرْ
|
ذاكَ المختَرِعُ لها حتماً
|
مَن خلقَ الإنسانَ وصوّر؟
|
والآنَ سأسألكُمُ جمعاً
|
قلباً أذُنُاً أَسْمَعَ أبصَرْ
|
مَن كوَّنَ للبشرِ حبَاهم
|
أعظمَ من خالقِنا أجدَرْ
|
من ذا يعطينا تشرِيعاً
|
كونْتُك يا عبدِي فاحذَرْ
|
هل ساعدَني أحدٌ إذ ما
|
أنْ تُشرِكَ بي أن تتأثَّرْ
|
أن تسمعَ للناسِ كلاماً
|
وعني الناس لها كررْ
|
في فكْرٍ كالنيرانِ سرى
|
أو تلحقَ ما عبدي ثرثَرْ
|
أنْ تترُكُ نشرتَكَ العظمى
|
للنُّطفَةِ والمُضغَةِ قدَّرْ
|
يا عبدي من غَيري سوَّى
|
من غيرُهُ رِزقاً لك يسَّرْ
|
مَنْ غَيرُه يُعطي لك غَيْثاً
|
من غيرُهُ يا عبدُ تحرَّرْ
|
هو ربُّكَ هو فردٌ صَمَدٌ
|
نشرتُكَ المُرفقةُ تبصَّرْ
|
من أجلك أنزَلَ قرآناً
|
أو تترُكْ ما فيهِ ستخسَرْ
|
إن تفعلْ ما فيهِ ستَنْجو
|
آدم وحواء معاً | |
لا شيءَ على الأمَّةِ أخطَرْ
|
يا أهلي يا شعبَ بلادي
|
لتُذيبَ شعوبًا أو يصهَرْ
|
من غزوٍ فكري يَطغَى
|
أو نَنْهى يوماً عن مُنكَرْ
|
لا يرضى أنْ نعملَ خَيراً
|
نسمو فيها نَعلُو نكبَرْ
|
نَسعى كي نجتثَّ جذوراً
|
لنُضيءَ الشمعةَ في المحضَرْ؟
|
هل نَحجب شمساً مشرقةً
|
يحتاجُ لتجديدٍ أكثَرْ
|
ونقولُ كتابُ اللهِ غَدا
|
ظُلماً ولحقٍّ أن نَخسَرْ
|
حاشَى لله بأنْ يرضَى
|
مع سنَّةِ أحمدَ فسَنُنصَر
|
فلنُرجِع قرآناً يسمُو
|
فسنعلو والعادي يقهَرْ
|
ولنجعلَ منهما نبراساً |