رحيل القوافي
أبو ياسر الكعبي | العراق
أنا المُعزى وأهلُ الحُزنِ جُلاّسي
والقائمونَ على الأوجاعِ حُرّاسي
جَيشٌ من الدمعِ للتَوديعِ رافقني
فسكرةُ الموتِ دَقَّت كُلَّ أجراسي
لم تَبقَ إلاّ جراحاتٌ تُقلِّبُني
ونَزفُ أوردَةٍ يَبكي بقرطاسي
عينُ القصائِدِ تَنعى أبجَديَتَها
ومُقلةُ الشِعر ِ سالَت فوقَ كُرّاسي
أُكابرُ الجرحَ عَلَّ النزف يسعفُني
فيستفيقُ على التِحنانِ إحساسي
بَنيتُ من شَهقَةِ الأوجاعِ أضرِحةً
فيها دَفنتُ أمانِيِّ وأنفاسي
ذاك النقاُء الذي أخفى عَوالمَهُ
من بعدِ غَيبتهِ أعلنَتُ إفلاسي
لادارُ لاخِلُ لاطيفٌ يُنادِمُني
لا أُمنياتي ولا أهلي ولاناسي
مابينَ موتٍ وأحلامٍ مسافرةٍ
يَكادُ يَقتُلَني بالفَقدِ وسواسي
دَيرٌ من الوَجَعِ المَخبوءِ يَنزفُني
بدمعِ يعقوبَ باتت عينُ قُدّاسي
كدورةِ الفلَكِ المُمتَدِ أزمنةً
دارت شجوني فدارَ الكونُ في راسي
سألتُ نفسي فَضجَّ الرفضُ في بدني
فصرتُ أضربُ أخماساً بأسداس ِ
كيف المَقابرُ ضَمَّت هالةً خُلِقَت !
من الجمالِ وماتت زهرةُ الياس ِ ?!
لا الصبرُ يُجدي ولا الذكرى تُصبّرُني
كلُّ المقاديرِ تُجري اليأسَ في كاسي
لازرتُ قبراً ،ولاشيَّعتُ لي نَعشاً
بقابِ قَوسينِ قد ضيَّعتُ أقواسي