يَا قُدسُ لَا تَهِنِي
د. عز الدّين أبو ميزر
لندوة اليوم السابع في عيدها (31)
نَبْقَى وَعُمرُ الظّالِمِينَ قَصِيرُ
وَنَظَلّ لُبّا وَالطُغُاةُ قُشُورُ
وَالقُدسُ مَهوََى لِلقُلوبِ وَقِبلةََ
مِن حَولِهَا كُلّ الحَيَاةِ تَدُورُ
وَيَظَلّ أهلُوهَا حَمَاةُ ذِمَارِهَا
أُسْدََا لَهُمْ يَومَ اللّقَاءِ زَئيرُ
صُبُرٌ عَلَى اللأوَاءِ عَزّ مَثِيلُهُم
إن أرمَضَت دُنيَا وَحُمَّ هَجِيرُ
وَتَظَلّ نَدوَتُنَا بِهَا عَبرَ المَدَى
شَمسََا تَشِعّ بِفِكرِهَا وَتُنِيرُ
تَبنِي نُفُوسََا لِلزّمَانِ وَألسُنََا
لَا يَعتَرِيهَا عُجمَةٌ وَقُصُورُ
وَالمَجدُ صِنوٌ لِلثّبَاتِ وَمَا لَهَا
صِنوٌ بِمِثلِ ثَبَاتِهَا وَنَظِيرُ
لَمّا تَكُونُ العَينُ وَاضِحَةَ الرّؤى
وَالصّوتُ حَقٌ وَالنّدَاءُ جَهِيرُ
وَالقَلبُ ثَبتٌ فِي الحَيَاة جَنَانُهُ
وَالرُّوحُ فِي وَجهِ الجَهَالَةِ نُورُ
لَا تَرتَضِي نَيلَ الفُتَاتِ وَيَعتَرِي
يَومََا جُهُودَ العَامِلِينَ فُتُورُ
تَمضِي إلَى العَليَاءِ ثَابِتَةَ الخُطَى
وَبِهَديِ مَا خَطّتهُ نَحنُ نَسِيرُ
يَا نَدوَةَ الخَيرِ الّتِي بِكِ نَقتَدِي
وَإلَيكِ أحلَى الأُمنِيَاتِ نَخِيرُ
يَا مَن مَدَدتِ مِنَ الفُنُونِ مَوَائِدََا
لِلعِلمِ مِنهَا نَغتَذِي وَنَمِيرُ
مِن كُلّ شَكلِِ كَالأزَاهِرِ لَونُهُ
وَلِكُلّ وَاحِدَةِِ شَذََا وَعَبِيرُ
وَحّدتِ مَا فِينَا السّيَاسَةُ فَرّقَت
فَإذَا جَمِيعٌ إخوَةٌ وَعَشِيرُ
مِن مَغرِبِ الدّنيَا وَمَشرِقِهَا أتَوْا
أَسرَابَ نَحلِِ ضَمّهُنّ قَفِيرُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلقُلُوبِ إذَا اشتَكَت
وَبِهِ لِأربَابِ الحِجَا تَنوِيرُ
وَإذَا بِنَا فِى السّامِقَاتِ سَمَاؤنَا
وَلَنَحنُ فِي هَذِي السّمَاءِ بُدُورُ
وَسَيَكتُبُ التّارِيخُ فِي صَفحَاتِهِ
أنّ الكَرَامَةَ مَوقِفٌ وَضَمِيرُ
وَأخُو الشّهَامَةِ نَفسُهُ تَأبَى الخَنَا
وَيَظَلّ حُرََا وَالكَريمُ غَيُورُ
لِعَدُوّهِ مَا مَدّ فِي يَومِِ يَدََا
عَنْ ذِلّةِِ أوْ خَانَهُ التّدبِيرُ
وَذَرِ الّذِينَ عَلَى بُطُونِهِمُ مَشَوْا
لَعَقُوا النّعَالَ وَكُلّهُمْ مَأجُورُ
مَا فِيهِمُ الحُرّ الكَرِيمُ وَرَأسُهُمْ
ذَنَبٌ خَسِيسٌ سَاقِطٌ وَحَقِيرُ
يَا قُدسُ لَا تَهِنِي وَلَا تَتَحَسّرِي
تَبقَيْنَ أنتِ وُغَيرُكِ المَحسُورُ
فَلَأنْتِ قُدسُ اللهِ سِرُّ وُجُودِنَا
بِالرّغمِ مِنهُمْ شَعبُنَا المَنصُورُ