أنفاس الشعر الغاضبة: مَتى يَقومُ عَلى أَنْقاضِنا الْبَطَلُ 2
عبد الصمد الصغير. تطوان| المغرب
معلقة … ( المقطع الثاني )
رَبّي ، لَقَدْ ضَيَّعوا في إِثْرِهِمْ بَلَدي
وَ لَيْسَ مِنْ أَمَلٍ فيهِمْ ، وَ إِنْ أَمِلُوا
***
ذَرْني .. لِأَفْضَحَ مَنْ باعُوا ضَمائِرَهُمْ
نَذْرَ الضَّآلَةِ .. لا أَصْلٌ لَنا يَصِلُ
***
بَلَغْتَ بَابَ الْمَدى .. طَرَقْتَهُ عَجِلاً
وَ عِنْدَ باقي الْأَنامِ الْبَثُّ وَ الْوَجَلُ
***
أَرَدْتَ عُرْباً .. بِلا إِسْمٍ وَ لا شَرَفٍ
صِرْنا الْعُروبَةَ .. أَشْتاتاً بِها نِحَلُ
***
أَتَحْسِبُ الْقُدْسَ عِنْدَ اللهِ مِنْطَقَةً
أَمْ بَعْضَ أَتْرِبَةٍ .. قَدْ عَرَّها الْأَزَلُ
***
يا فاتِكينَ بِنَبْضي .. في دَسائِسِكُمْ
قُومُوا لَهُ وَ انْصِتُوا لِلْقَلْبِ وَ امْتَثِلُوا
***
هَلْ تَذْكُرونَ الْهُتافَ وَ انْتِفاضَتَكُمْ؟!
يا تارِكينَ لِقُدْسٍ … رَبُّها الْكَفِلُ
***
ماذا دَهاكُمْ ؟!.. خَذَلْتُمْ كُلَّ ناظِرَةٍ
صِرْتُمْ كَما كانِفٌ قِرْداً .. بِهِ يَعِلُ
***
أَنا الَّذي .. هَزَّتِ الْغَوْغاءُ خُلْوَتَهُ
تَرى إِلهاً .. لَهُ أُصْغي ، وَ أَمْتَثِلُ
***
أَيا الَّذي .. غَرٍَتِ الْأَضْواءُ ظُلْمَتَهُ
هَلْ جاهِلٌ عالِماً لاقَى ؟.. سَيَمْتَثِلُ
***
ها قَدْ تَأَذَّتْ بِنا أُمٌّ .. بِلا سَبَبٍ
حُبّاً لِمُغْتَصِبٍ … فِينا سَيَفْتَعِلُ
***
قَدْ بانَ وَجْهُ الْخَطايا ، عِنْدَكُمْ وَقِحاً
وَ مَنْ أَهَلَّ بِهِ ، يَسْمُو .. وَ يَنْتَفِلُ
***
يا نَزْوَةً ، في عِناقِ اللَّحْظَةِ احْتَرَقَتْ
يَضيعُ وَصْفُكَ ، فيما يَقْفِزُ الْجَهِلُ
***
صِرْتَ الْخَطيئَةَ ، مَعْروفٌ مُدَبِّرُها
يُبادِلُ السِّلْمَ ، في الْأَثْناءِ يَقْتَتِلُ
***
وَ أَنْتَ مَنْ صَيَّرَ الْكِذْبَ امْتِثالَ هَوىً
فاسْتَعْمَرَ الْقَلْبَ مَقْتٌ .. ما لَهُ قِبَلُ
***
سَيُظْهِرُ اللهُ آياتٍ … بِلا رُسُلٍ
إِنَّ الصَّحيفَةَ حِفْظُ .. مَنْ بِها عَمِلوا
***
مَعالِمُ الْقُدْسِ ، في مَعْناكَ حائِرَةٌ
وَ دَمْعُ حَسْرَتِها .. دَيْنٌ ، سَيُحْتَصَلُ
***
تُخْفي يَداكَ الدَّواهي وَجْهَنا مَسَخَتْ
سِرّاً .. وَ في نُطْفَةِ الْأَمْشاجِ تَخْتَبِلُ
***
وَجْهٌ … أَسارِيرُهُ لُؤْمٌ وَ أَقْنِعَةٌ
صارَتْ تُباهِي بِمَنْ جاءَتْ بِهِ الْحِيَلُ
***
ما عادَ في السِّلْمِ مَنْ يَصْبُو إِلى رَحِمٍ
عِزّاً .. وَ قَوْلٍ فَصْلٍ ، في سَمْعِهِمْ ثَقِلُ
***
مَنْ كانَ في الشَّأْنِ طاحَ الطَّائِحونَ به
يَرى عَلى مَشْيِهِ .. الْأَوْتارُ تَنْعَدِلُ
***
هِيَ الْخَديعَةُ ، قَدْ فَاحَتْ رَوائِحُها
مِلْءَ الْأُنوفِ .. فَهَبَّ الضَّبْعُ يَأْتَكِلُ
***
هَذي الْهَزيمَةُ ، قَدْ بانَتْ طَلائِعُها
كَيْفَ الْعُروبَةُ؟!. عَنْها الضّادُ يَنْفَصِلُ