سالومي ترقصُ فوق رأسِ النبيِّ
إياد شماسنه | فلسطين
مجدُكَ الذّي تنزفُ لهُ
هذا الصراخُ العبثيُّ الهادرُ
في بحر ِالعالمِ؛
بئرا نفطٍ لا أكثرَ.
زلفى إليهِ جعلتَ نفسكَ
عجلاً ذهبيّاً في يد السّامريِّ،
ألقيتَ ملحَ دَمِكَ للبحرِ
واخترتَ فسقَ المدينةِ،
جمعتَ ذئابَ الفتاوى تطلبُ أزرهمْ،
وارتديتَ الاسمنتَ المعلَّبَ وشاحاً،
وبعد ذلكَ
تركضُ مثلَ الوحشِ في البريةِ،
تقبِّلُ نعل سنبلةٍ لتعطيكَ رغيفَ خبزٍ،
ولا تملكُ
إلا حفنةَ ثلجِ على بابِ صيفْ
وكمْ قالَ أبوكَ إنّها ساعَةُ زيفْ
يا لمجدِكَ الفادحِ في سبعِ سماواتٍ
من عمرِ البشريةِ!!!
يا للبلدِ المحنّطِ بالياقاتِ والعماماتِ
في زمنٍ مثقوبٍ
يسيلُ منه الرجالُ الفارغونَ
كثقبٍ في خسفْ.
***
مازلتَ يهودا في آخر ِ عشاءٍ
تبيعُ النبيَّ بثمنٍ بخسٍ،
وتبيعُ صنعاءَ،
وتيماءَ،
وتبيع أهلكَ المتعبينَ منذ خطيئتينِ
: وهمكَ، والخديعة.
أهلُكَ العابرونَ المنافي
لازرودُ السَّماءِ، لحمُ الياقوتِ
المدى المدجَّجُ بالبنفسجِ والمطرِ،
والنبي الذي يحملُ صخر تكم جميعاً
أقداسكم
تمائمكم
ما زال يحملُها، ويحملُكم،
وأنت تحاولُ الزواجَ الآثمَ من سالومي،
سالومي ترقصُ فوق رأسِ النبيِّ
الصادحِ في البرية،
يا ملكَ الظلِّ والإسمنتِ
سالومي بنتُ النّار ِ، حجر الطاحونِ
الذي يأكلُ إصبعيكَ
ومجدكُ النفطيُّ لا أكثرَ من نزيفْ
لا أبعدَ من خريفْ