” أبيدوس / سوهاج ” مدينة الحج في مصر القديمة
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
اعتقد المصرى القديم بأن رأس الإله ” أوزير” دفُنت في أبيدوس كما شاع الاعتقاد في وقت من الأوقات “عصر الدولة الوسطي” أن جسد “أوزير” كله يستقر في واحدةٍ من أقدم المقابر في أبيدوس وهي المقبرة التي اتضح أنها تخص الملك “جر” أحد ملوك الأسرة الأولى
وقد أدت هذه الاعتقادات إلي زيارة قداسة هذه المدينة في نفوس المصريين القدماء ومن هنا نشأت طقوس الحج إلى مدينة أبيدوس بملابس بيضاء عبارة عن إزار أبيض قصير يلبس حتى الكتف وكانت للملابس البيضاء في رحلة الحج دلالات ورموز حيث إن اللون الأبيض يدل على التطهر والورع والنقاء، حيث إن كلمة “حج” في اللغة المصرية القديمة تعني أبيض أو ناصع !
و معبد “سيتي الأول ” بأبيدوس الذي شيده الملك سيتي الأول وأتمه الملك “رمسيس الثاني” يعد معرضًا لصور الآلهة والآلهات على أشكالها المختلفة وتعد المناظر المسجلة علي جدرانه من أهم المراجع التى تفيد فى دراسة الخدمة اليومية التي كانت تجرى لهذه الآلهة داخل المعبد،
وكانت مدينة أبيدوس القبلة الرئيسية للحجاج في مصر القديمة وكان يجب علي كل مصري ورع في مصر القديمة القيام بالحج إلي الأماكن المقدسة وهو ما صورته لنا المناظر علي جدران المقابر .
وإن لم يكن في استطاعة الفرد القيام بهذا الحج كان عليه أن ينذر لأبيدوس إحدي اللوحات وهي اللوحات المعروفة باسم ” اللوحات الأبدية ” أو قد يكتفي بنذر تمثال أو بعض الأواني الفخارية وذلك طبقا لحالته المادية.