تجاعيد الماء (55) أمنية قريبة
سوسن صالحة أحمد | شاعرة وكاتبة سورية | كندا
استنشق هذا القلب بعضا من عطر العافية. .
لستُ أدري إلى أي مدى وصل فعل مغناطيس روحك في ذاتي، وأي الأشياء جذب مني.
كان انتظارنا سيد الدقائق وكنا سادة الحضور، حين ستبلل دمعتي يد الحضور، قطرات تسد بعضا من عطش، ربما بللت طرف شفاه القلب حنى تنحني تلثم أرض الروح في تخليها لنا.
العيون خرزات قاسية لا تكسرها سوى سطور دونت عليها أناشيد ومزامير ليسيل ماءها يتبع المدى في رقيق أنفاس عاينت صدق الوجود.
لفنا الغياب في لعبة دوران مشهود له بالتعب، منذ فارقت أمي بتُّ أخشى التعلق، غير أن الصباحات كانت تومئ للأغصان المنبعثة من قيامتي بعش آمن لعصافير القلب حيث لم تنم سيدة الورد وصديقة الندى حتى مسحت رأس من بات معانقا الروح وروت له حكاية الأميرة النائمة لينام.
أتوه اليوم بمدار الوصول، وتسبقني إلى قلبي قبل عيني عبرة ألم، أي صور للغياب تحيطني بي؟ .
إنه إختبار مبكر، كيف لا والألوان لا تثبت إلا لحظة إمساكي بريشة وجودك؟ .
فتقٌ في الروح تتسرب منه لحظات بحجم سنين!
لن تتمكن المسافات وهذا الغياب القسري أن يقصينا عنا، ولن يتلاشى ضوع العطر بأنته في درب ألم، غيمة الفراق لا تمطر إلا الحنين، دمعة في عين المشتاق لا تجف، فراغ الساعات. . خواء الأيام، بصمة جفاف ريق الروح حين لايبتل بماء الحضور.
تتوه الحروف في محاولتي لتركيب يوصل بعض روحي، تعلن العجز، أنتظر نفحة عبيرك أغيب بها عني، أستذكر نفحة إله تزيل البؤس في وقت يأتي على قلب مملوء بروحك، بجواز مرور لايحتاج أختاماً لدخول مملكتي.
سألتني يوما عن أمنية أضحت قريبة!
الأماني سراب يقترب ونقترب، نقترب ويتلاشى.
قد كنتُ على ضفة نهر رقراقة مياهه، أدلدل قدماي، تسكرني لسعة برودتها، أتردد في العبور، أخشى شهقة الغمر.
أمس، أتيتني في الحلم، تحمل وردة مضيئة بيد، تتراقص دقات قلب على نغم قصيدة باليد الأخرى، ابتسامتك بعض من حزني تمسح على رأس يتمي. .
أمس مضى، اليوم لنا. .
هلا اتكأت علي لنهرب معا إلينا من نسج المتاهات؟ .