الفراغ اللولبي
الشاعرة والناقدة ثناء حاج صالح/ ألمانيا
ما لُمَّ شَمْلِي والشَّتاتُ يَلمُّ بي
فَكَفاكَ تُغري بالثباتِ تَقلُّبي
ارأيتَ مَشيي في غَيابةِ ليلةٍ
خلفي الظهيرةُ والظهيرةُ مَطلبي ؟
أو في طريقٍ لا تُبينُ جِِهاتِها
جَرَّتْ خطاي لبَعدِ هذا الكوكب؟
كلٌّ تَوارثَ ما تفلَّتَ من يدي
والرملُ خَصبٌ في المكانِ المُجدِبِ
وورثتُ مثل الطاوياتِ على الظما
ما قد تَوارثَ متعَبٌ عن مُتعَب
كلٌّ تساوى من أحبَّ ومن جفا
وصدعتُ أمري للرضي المغضب
وأرى مصير اللاعبات مُخططاً
ممن أحال الأمنيات لملعبِ
وبما قرأتُ من الدفاتر هَمَّني
سَطرٌ ذكيٌّ غَشَّه السطرُ الغَبي
ليس التخلي عن عهود كلامنا
يومَ الرحيل من الوفاء بأعجبِ
” خَبْءُ السنينَ فتَحتِهِ في لحظةٍ
وغلقتِ أبواب التفاهم فاذهبي”
ولعلَّ أخرى والكلامُ يخونُها
نسبتَ هجاءَ القادحين لمُعجَبِ
خسَّرتني أحلامَ عمْرٍ عابر
وجعلتَ من عَدِّ الثواني مكسبي
لا أطعِمَنَّك إن صحني فارغٌ
أو أسقيِنَّكَ من لذيذِ المَشرَبِ
والقارئاتُ خطوطَ كفِّ غريبةٍ
يفهَمنَ خطَ إشارةِ المُستَغرَبِ
غضَّ المُربِّي عن دُعاء بناتِه
وصغى طويلاً لابتهالاتِ الصبي
أقم الصلاةَ على المؤمَّل صمتُها
وعلى المحاصرِ بحثُها عن مهرَبِ
وانعِ الرجالَ إلى النساءِ لغدرِهم
باللائذاتِ إلى المكانِ الأقربِ
أوشكتُ منهم في فضاءِ مَجرَّة
أنسَلُّ في نفَقِ الفراغِ اللولبي