طِفْلَةٌ في الْمَنْفى

شعر: خالد شوملي

عَلى خَدِّها دَمْعَةٌ صامِدَة
فَلا هِيَ تَهْوي وَلا صاعِدَة

|||
وَأَحْلامُها جَبَلٌ يَتَهاوى
وَنَظْرَتُها في الْمَدى شارِدَة

|||
وَفي وَجْهِها حيرَةٌ وَاكْتِئابٌ
وَغارِقَةٌ في الْأسى خالِدَة

|||
وَأَسْأَلُ نَفْسي تُرى ما جَرَى
لِبِنْتٍ بِعُمْرِ النَّدى واعِدَة

|||
فَلا هِيَ تَبْكي وَلا هِيَ تَحْكي
وَدَمْعَتُها دُرَّةٌ جامِدَة

|||
قُبَيْلَ انْفِجارِ دُموعِ السَّماءِ
أَراها كَما الْجُثَّةِ الْخامِدَة

|||
عَلى كَتِفِ اللَّيْلِ يَمْتَدُ حُزْنٌ
يُغَطّي ضَفيرَتَها الْجاعِدَة

|||
تَدورُ كَواكِبُ حُزْنٍ بِها
فَلا هِيَ تَرْسو وَلا عائِدَة

|||
رَمَتْها الظُّروفُ لِمَنْفًى بَعيدٍ
عَلى مَوْجَةِ الدُّوَلِ الْحاقِدَة

|||
وَفي مُقْلَتَيْها أَسى الْكَوْنِ يَبْدو
مِنَ الْخَوْفِ راجِفَةٌ بارِدَة

|||
يُحاصِرُها الْبَرْدُ وَالْجوعُ طَوْقٌ
وَمِنْ حَوْلِها قُوَّةٌ جاحِدَة

|||
أَقولُ لَها: سَتَعودينَ يَوْمًا
وَأُقْسِمُ: إِنَّ السَّما شاهِدَة

|||
تَرُدُّ عَلَيَّ بِصَوْتٍ شَجِيٍّ
إِذا الْأَهْلُ ماتوا فَما الْفائِدَة

|||
فَأَخْجَلُ مِنْها وأَخْجَلُ مِنّي
وَأَبْكي عَلى الْأُمَّةِ الْماجِدَة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى