إيميل اعتذار إلى صلاح الدين

بشر شبيب | سوريا

يا صلاحَ الدين عذراً

إننا نحنُ الجريمة

***

نحنُ مَن بعنا بلاداً

قبلنا كانتْ عظيمة

***

نحنُ نكّسنا جبالاً

نحنُ ضيّعنا التميمة

***

نحنُ دوّرنا خطوطَ

الأنبياءِ المستقيمة

***

نحنُ دمّرنا سلاحكْ

شتمكَ اليومَ غنيمة

***

يا صلاحَ الدين عذراً

لحمكَ الآنَ الوليمة

***

سيفكَ قد صارَ نعلاً

أنتَ قد صرتَ شتيمة

**

قد أكلنا منكَ حتَّى

قد تُخِمنا كالبهيمة

***

ثُمَّ بعناكَ عظاماً

لليهودِ الغاصبينَ

***

وفرشنا الأرضَ ورداً

وفرشنا الياسمينَ

***

ورقَصنا وسكِرنا

وتباوسنا.. زَنَينا

***

فلإسرائيلَ “قدسكْ”

قالَ “عربانٌ” رضينا

***

لا تزاودْ يا صلاحَ الدينِ

لا تحلفْ يمينَ

***

هؤلاءِ البدو عُربٌ

أم يهودٌ ما دَرينا!

***

هل ترى من قبركَ اللاءاتَ

صارتْ كالعجينة ؟

***

هل ترى الأوطانَ نامتْ

في سجونِ الحاكمينَ؟

***

هل ترى الأخبارَ كيفَ

النذلُ قد باعَ الثمينَ؟

***

هل ترى الإعلامَ يشلحْ

ثوبَهُ للمعتدينَ؟

***

هؤلاء البدو يزنونَ

أمامَ العالمينَ

***

مع يهودٍ في فراشٍ

من لحومِ الثائرينَ

***

يا صلاحَ الدينِ عذراً

نحنُ أولادُ القذارةْ

***

شغْلُنا قد صارَ قتلَ

الجيّدينَ والدعارةْ

***

شِعرنا قد صارَ فأراً

في دهاليزِ الإمارةْ

***

كلُّ وجهٍ ثارَ يوماً

كانَ وجهاً مستعارا

***

كلُّ جيشٍ في بلادي

“غيرَ ضدِّ الشَّعبِ” فارةْ

***

يا صلاحَ الدينِ أنعو

ما نسمّيهِ الحضارةْ

***

ليسَ فينا اليومِ إلّا

الخائنونَ في سفارةْ

***

مع سلامٍ دونَ حربٍ

ندخلُ عصرَ الحقارةْ

***

سيّدُ الصحراءِ قَحْبٌ

كيفَ يمحو السلمُ عارَه؟!

***

يا صلاحَ الدين عذراً

نحنُ في عهدِ الغروبْ

***

عهدِ مَن باعوا القضيّة

عهدِ مَن خانوا الشعوبْ

***

في بلادٍ من غيابٍ

كلُّ ما فيها يذوبْ

***

الحياةُ والجهاتُ ..

.. والشمالُ والجنوبْ

***

آخرُ الأحلامِ تهوي

آخرُ الأملِ الكذوبْ

***

سامحونا إن – دَشَرنا –

دونَ لبسٍ في الدروبْ

***

أو صَرَخنا أو كَفَرنا

أو تعمّدنا الهروبْ

***

قد تعبنا من حياةٍ

منذُ أن كانتْ حروبْ

***

سامحونا .. يا صلاحَ الدينِ

والجيشَ الضَّروبْ

***

ما لنا في الأرضِ شرقٌ

نحنُ أبناءُ الغروبْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى