زمن الضّباب
نرجس عمران | سورية
لستُ على موعدٍ مع الأملِ
ومَرارُ ترياقي يخبرُني
أنَّ طعمَ العمرِ آيلٌ إلى حسرةٍ
وليس له من خيارٍ آخرَ
لذلك سطّرتُ يقينيَ هذا
في رفوفِ أفكاري
وتأهّبتُ كي أفاجئَ المفاجأةَ
ومزّقتُ أثوابَ الخيبةِ
لا شيءَ بعد اليومِ
سيغتالُ دهشتي
ولن يثيرَ شهيّةَ أسفي
أيُّ خذلانٌ
وأمّا عن الدّموعِ
فلقد نبشتُها من قعرِالجفونِ
وجمعتُها جميعًا
في طوقِ وداعٍ
زيّنتُ به عنقَ الذّكرياتِ
وعلى هامشِ قلبي
كتبتُ
( توقّفْ هنا )
فالعواطفُ
خرجتْ ولن تعودَ
والقلبُ في إجازةٍ
ممهورةٍ بختمِ
(عاطلٌ عن الخفْقِ )
في زمنِ الضّبابِ
حيث الّلاوفاءُ
أقربُ من أيِّ سرابِ
و الإنسانيّةُ في أوجِ انعتاقِها
حتّى عن محاسنِ الأسودِ والكلابِ والحميرِ
و شيمةِ العصرِ
توأمةِ الحرباءِ
والبعوضِ
في اقتباسِ النّورِ
ليس عليَّ حرجٌ
من مقاصدي
وعليكَ مغبّةُ ماتفهمُ
فمرِّنْ مفاصلَ الرّفضِ
لديكِ بزيتِ الانفتاحِ
وهذّبْ أذنيكَ
بآدابِ الإصغاءِ
مهما أبدتْ لكَ الرّؤيةُ من سوادٍ
لا تكن سوداويَّ الرّؤيةِ
هجينَ المبدأِ
كي لاتؤطِّرَ عقلِك في
آلةٍ حاسبةٍ
تضربُ عليها الكلماتِ
وتجمعُ الجُمَلَ
وتفرّقُ العباراتِ
فتقسمُ المعانيَ
وتكسرُ ظَهرَ النّوايا
فتحملُ أصفارَ بأسِكَ
تربيعًا وتكعيبًا
وتميتُ قلبَكَ
حيًّا في روحٍ جدباءَ
فهيّا نحضِر ُ البياضَ
من عقرِ دارِه
ونخضِّرُ صحراءَ النّفسِ
بواحةٍ من جميلِ أفكارِهِ
ونبدأُ رحلةَ السّلامِ
بخطوةِ الابتسامِ
على نهجِ أخبارِهِ