دَمعةٌ على حِسَب الشيخ جَعفر
مصطفى مراد
قَسَماً بِصوتِ الابجديةِ والصدى
مِن صرخةٍ ملأت بصعقتها المدى
وَبكُلِّ شائِهَةٍ مِنَ الافكارِ قد
هَامَت .. فَطافَت في فضاكَ تمرُّدا
أنا يا ابا “نواسُ” لستُ بشاعرٍ
مَا لم اضع لكَ في دموعيَ مشهدا
أرثيكَ ؟!
لا …
انَّ الرثاءَ جلادةٌ بالحرفِ ،
حاشاني وليس تجلُدا
لكِّنَّ كَونَ الروحِ ضجَّ بضيقهِ
تَسّاقَطُونَ يَهُزُّكُم جِذعُ الردى
يَا للخسارةِ فوقَ كُلِّ خسارةٍ
وَاليأسُ حطّمنا ليَفعَلَ ما بدا
بِـاللايجودُ لنا الزمانُ بمثِلِهِم
الا قليلاً والقليلُ تنكّدا
حُزنا عليهِم لا عليكَ لانَّهُم
أبناءُ “حُزنائِيلَ” مُنذُ توقدا
-كُلُّ الحروبِ وَكُلُّ تغريباتِ ما بعدَ الحروبِ وما تلاهُ تعددا
-قَلقُ الصعاليكِ القدامى .. والندامى غامَرت احلامُهم ومضت سدى
-حاناتُنا وخطابُ “سيدوري” لنا
عَن حكمةٍ سرُ الخلودِ تأبدا
-نحنُ السهاريينَ ليسَ لنا هنا
غيرَ التهجُّدِ في محاريبِ الهدى
وَالصبرُ واستسلامُنا محمودةٌ
عُقباهُ ، هل أُخفيكَ ؟
لا لن تُحمدا
كَفُّ العراقِ قصيرةٌ يبدو فلا
تَمتدُ نحوكَ في حُنُوٍّ مسّدا
مَا كُنتَ فيهِ وما استَرَحتَ لأجلهِ
يَا ايُّها الشيخُ الذي ما ان حدا
ضَعنُ التَوَقُّفِ فيهِ سارَ بسرعةِ الضوءِ المَهيبِ لِما يريدُ وقد عدا
كُلَّ الحدودِ ، ولا حدودَ لآيةٍ
قُدسيّةٍ والارضُ صارَت معبدا
جُنحٌ على أُفقِ المسافةِ خافقاً
جِسرٌ يواصلُ بالقديمِ تَجَدَّدا
مَن لم يَقُل هذا فليسَ بِمُنصفٍ
وَانا نهلتُ ولستُ مِمَّن زوّدا
نَم انتَ يا “حِسَبُ” العظيمِ بجنةٍ
حُورُ القصائِدِ في رحابِكَ سُجَّدا