كتبتُ إليكِ لو أن الكتابة..
الشاعر أشرف حشيش|~فلسطين~
كـتـبـتُ إلــيـكَ لــو أنّ الـكـتابةْ
تـخـفّفُ عــن فـؤادكَ مـا أصـابَهْ
:
لأوقـفْـنا الـزمـانَ عـلـى هـوانـا
وغــنّـيـنـا بـمـوطـنـنـا صــبـابـةْ
:
ومـثُلُكَ همْتُ في همّي طويلا
وذابَ الـبـوحُ فـي وجـعِ الـربابَةْ
:
كـلانـا واحــدٌ . كـيـف افـتـرقنا؟
وفــــرّ زمــانُـنـا , يـــا لـلـغـرابة!
:
كــلانـا نــظـرةٌ مــن ذات حـلـمٍ
تـطـلع طـرفُـها نـحـو الـسحابة
:
وكــنّـا كـالـنمير نـفـيض شـوقـا
فـصـار الـشوق يـسقينا عـذابَهْ
:
ومــا نَــزْفُ الـمـدادِ أراكَ مـنـي
سـوى دمـعٍ تـصبّب فـي رتـابةْ
:
عُـرفـنـا بـالـجـراح فــلـم تـزدْنـا
مــعــارفُـنـا بـــهـــا إلا كـــآبـــةْ
:
فـقد يَبكي الشجي عذابَ يومٍ
ونـحن نـسحّ مـن زمن الصحابةْ
:
ونُـشغل مـنصب الأحزان شعرا
بــأبــيــاتٍ مُــعــبّــأةٍ خــطــابـةْ
:
شـوارع هـمّنا طـافت حـشودا
فـأطـلق خـلفها الـباغي كـلابَهْ
:
ونـش عـلى سـفود النار شعبا
لـيـصنعَ مــن مـجـازره (كـبـابَهْ)
:
وجـــزّ نـواصـيَ الإلـهـام غــدرا
ومـــا أبــقـى بـهـامـتنا ذؤابَـــةْ
:
ولاحـــق جـــذر زيــتـونٍ قـديـمٍ
ونــبّـشَ فــي جـوارحـنا تـرابَـهْ
:
فـدنـيانا الـتـي نـحـيا. وحــوشٌ
وفي الوجدان تسكن ألف غابْةْ
:
ويـجـري فــي مـلاعـبها هـلاكٌ
يـرى الـبشريَّ فـيها مـثل طابَةْ
:
جــداول نـبـضنا فـينا اضـمحلتْ
وزهـــرُ حـيـاتنا يـبـكي شـبـابَهْ
:
ومـــا زلــنـا نــراوغُ بَـحْـرَ شـعـرٍ
نـشـقُّ بـلجةِ الـفصحى عـبابَهْ
: