قراءة تعبيرية عابرة في ( متسوِّل سيميائيات ) لـ فتحي مهذب

د. جمعة عبد الله | ناقد

أولا – القراءة العابرة

النص صياغة جميلة ومعبرة بالدلالة والإشارة والرمز البليغ. بالصور التعبيرية بعمق الدلالة والإشارة التعبيرية في المغزى العميق.

إن واقعنا المزري بحاجة قصوى إلى هذا المجنون متسول السيميائيات (الدلالة والإشارة/ في المعنى في اللغة اليونانية)؛ إنه يقوم بدور البطولة في تقمص دور (أبي ذر الغفاري) بالهجوم على الأصنام الذين يكتنزون الذهب والدولار، ويسرقون خبز الفقير . مثل هذا المجنون البطل الذي شلخ جبهة قديس بمطرقة واختلس خبزه ونبيذه (روبن هود).

كم نحتاج مثل هذا المجنون (الثوري) ليهدم هذا الواقع المليء بالرزايا والظلم والطغيان، المليء بالزيف والنفاق والدجل والاحتيال.

كم نحن بحاجة إلى هذا المجنون المتسول (الدلالة والإشارة).

كم نحن بحاجة إلى مجنون أو متسول يضع يديه على الدلالة والإشارة؛ كأنه يضع يديه على الجرح والعلة.

كم نحن بحاجة إلى هذا المجنون؛ ليطرد مجانين النفاق والدجل والعهر السياسي.

كم نحن بحاجة إلى هذا المجنون ليغلق كل أسواق النخاسة والنخاسين من الطبقة السياسية الفاسدة.

فعلا أنا مجنون

أفتح النار على متصوفة..

يطيرون في الهواء..

على ضرير يقود دراجة من قش..

على خفاش عالق بابط عجوز..

على زيزان ٱذار الفارط..

على قتلة يختفون في بنك معتم..
***

ثانيا – متسول سيميائيات

فعلا أنا مجنون

شلخت جبهة قديس بمطرقة.

اختلست خبزه ونبيذه..

جرنه المليء بماء المتناقضات..

مزقت روحه القرمة بمخالبي..

بلت أمام كنيسة مثل أرنب مسن..

أمام قساوسة يبيعون تذاكر مزيفة.

قذفت قائد الأوركسترا بالحجارة.

باركت غريبا يستمني.

يبدو مثل ثور مكسور الخاطر..

رغم ذلك لم يطردني ابن الانسان.

***

فعلا أنا مجنون

أشك في معجزات رأسي..

مغاوره المليئة بفهود اللاوعي..

برجه المائل إلى جهة الضباب..

سكانه الكثر من سنخ الزئبق..

فعلا أنا مجنون

أفتح النار على متصوفة..

يطيرون في الهواء..

على ضرير يقود دراجة من قش..

على خفاش عالق بإبط عجوز..

على زيزان ٱذار الفارط..

على قتلة يختفون في بنك معتم..

(على ماضي الأيام القادمة)..

***

أهديت كتب ماركس لهيكل عظمي..

مركبا لإلاه مريض..

سريرا لميت يشك كثيرا..

مسدسا لنبي معزول..

ألبوم أغان لأصم..

تنورة عانس لجورج باتاي..

قميصا فضفاضا للسهروردي..

صك غفران لرهين المحبسين..

نظارات شمسية لهوميروس..

***

فعلا أنا مجنون

كل ليلة أنام فوق ضريح..

أسرد عذاباتي على أشباح خجولة.

أغني مثل طاووس في ملهى ليلي

لطرد إوزة النسيان..

وتشتيت غيوم الندم..

في الصباح يذهب الميتون إلى

حقول الأرز..

بينما وحدي أعوي مثل ذئب الفلاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى