اليمن الثالثة عربيا في مؤشر الانتحار.. لماذا؟
د. أحلام الدميني | كاتبة وشاعرة – اليمن
من خلال تقارير منظمة الأمم المتحدة للصحة النفسية، ظهر أن ترتيب اليمن في المرتبة الثالثة من ضمن الدول العربية التي تعاني من ظاهرة ارتفاع نسبة الانتحار، والتي بينته كظاهرة قبل أيام ما حدث مع لؤي في اليمن، بالإضافة إلى بعض جرائم قتل العمد والظلم كما حدث مع عبدالله الأغبري، والذي كان أحد أسبابه الرئيسية أن نسبة محو الأمية عند الشعب اليمني حسب التقارير والتقديرات الرسمية من المختصين وصلت إلى 65%، وبالتالي كيف نطالب بالعدل والعلم والأمان وعدونا الجهل؟
لذلك لابد من وقفة جادة تُقيم كل الإيجابيات والسلبيات التي ظهرت حتى اليوم، كي تستطيع الدولة والشعب الخروج بوضع جديد ومستقر ومستدام مبني على منهجية مؤسسية وشعبية معا، تترجمه مشاريع لبناء الدولة ومشاريع لبناء الشعب ومشاريع لبناء الدولة والشعب معا، والتي لن تنتج إلا من خلال توحيد المفاهيم وغرس القيم والمبادئ والأخلاق وتحديد المسؤوليات والمهام والواجبات والحقوق عبر الأطر والقنوات الرسمية والمؤسسية سواء الحكومية أو الخاصة المعنية برفع منسوب التوعية والوعي الوطني المتكامل، الذي يجعل من الجميع دولة وشعب يتغير نحو إيجابيات شاملة كثقافة عامة، والذي من خلال هذا التوجه العام والشامل ستبدأ تُظهر لنا البنية التشريعية الصحيحة والسليمة التي تعالج كل تلك الظواهر والتراكمات التي حدثت لكل مواطن بشكل خاص أو للشعب بشكل عام من خلال مختصين وجهات وداعمين… الخ.
لذلك ما حدث كان نتيجة حالة اللادولة واللااستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في اليمن، وهو ما جعل من الاتفاق والإجماع الوطني الشامل على حل تلك الظواهر مشتتا ومؤدلجا.. الخ، لتعكسه غياب رؤية القيادة وسوء الإدارة في بناء مؤسسات الدولة والشعب معا كما يجب.