متاهة الدنيا
شعر: علي الخفاجي | العراق
و لا عِلمَ لي بالخافياتِ على غَـدٍ
و لكِنَّني أحسنتُ ظَنَّناً بِمنْ وهَبْ
===
و مالي و مَالِ الطامعينَ و حِرصِهِمْ
فأقدارُ رِزقِ العالمينَ على حَسَبْ
===
و لا أملكُ السلطانَ غَيرَ نَصيحَةٍ
إذا رامَ محتاجٌ فأُعطيهِ إن طَلبْ
===
أقولُ إذا الدنيا دُروبٌ تَعَرَّجت
و تُهتَ تَجوبُ الدربَ سَيراً بِـلا تَـعَبْ
===
على الرغمِ من طولِ المَسيرِ و مَيلهِ
نسيتَ انقـضاءَ العـُمرِ بالهوِ و اللعبْ
===
فما كانَ في كشحِ الطَريقِ مَضَاضَةٌ
إذا جَاءَتِ الآمـالُ في نَشوةِ الطَرَبْ
—
و بالـغتَ في حـَدِّ التَجامُـلِ بالهـوى
فَخَفَّت مَـقامَاتُ السيادةِ و الرُّتَبْ
===
و ثَرثَرتَ في كلِّ الأمورِ صَراحـةً
فَصِرتمْ بِميزانِ الوقاحَةِ لا أدبْ
===
فـمـا شأتَ أن تسعى فَتَحصيلُ قِسمَةٍ
رضيتَ و لم تَرضى يَراعٌ و قَد كـَتَبْ
===
مَلكتَ رِضابَ العـُمرِ حـُمراً و قد دَنـا
وضُوحاً إليكَ البـابُ و المخـرجُ اقتَربْ
===
تَداركْ فواتَ العمرِ قَبلَ ذَهابهِ
فلا عودةً بـعدَ الرحيلِ إذا وجِـبْ