وما زلت أمشي أكابر

ماجد الدجاني | فلسطين المحتلة

أنا بسمة شائكه
وللورد أكتب من وحي شوك
نما في زوايا الضلوع
وأرسم بالشعر سطر ابتسام
وفرشاة رسمي أبللها بالدموع
ووخز الورود بروحي
وللناس كل الشذى والعبير يضوع
ويحسدني السذّج السفهاء
يرون الهشيم بقلبي
مروج الربيع
وليسوا يرون احتراق البطينين
ليسوا يرون لهيبا الفؤاد على أسطر
الأبجدية بين البيان
وبين البديع
وهل يشعرون بجرحي وكلمي
وناري وشريان عمر
على الصدر يدمي
وهم يلعبون على الثلج
فوق هضاب الصقيع
وكيف يحس ترى المتخمون
بمن عاش أيامه هائما
بين مخمصة في الفؤاد وجوع
ومن عاش في التيه سبعين عاما
وصار بلا قدم أو أمان
وهيهات يدري إلى أين يمضي
ولا يستطيع التوقف لا يستطيع الرجوع
ويهمس بي من وراء حجاب الزمان
ومن رمسه الشاعر المهجري:
أنا أشتري الحب بالدمع
أو بالعذاب فمن يا ترى في الوجود يبيع
أنا أشتري بسمة من شغاف الفؤاد
بكل الذي عشت كل الذي سطرته دواتي
بقلب الهزيع
ولا من يبيع
وأمضي حياتي أذوب ويحترق القلب
يحترق الفكر والأغنيات
احتراق الشموع
وتمضي خطاي بهذا الزحام
ولا من يحس بدمعة شعري
ولا من يحس بآهة صدري
على الدرب بين الجموع
وليل الحياة تمطى وناء بكلكله
واستطاب الإقامة حتى الهزيع
على الصدر يجثم صم الصخور
وأنهكت شيماء بنتي
وليس يلوح على الأفق خيط من الضوء
يحمل بشرى سطوع
وتذبل ريح الزمان فسائل كانت تطل ببرعمها
في جناني وتذبل كل الزروع
وأغرف من بحر دمعي
وأنحت في صخر حظي
وترمي يد النازلات سهاما
على كل شبر بجسمي
وما عدت أملك ترسا
وضيعت كل الدروع
وماتت بروحي الشموع
وما زلت أمشي أكابر
أخدع نفسي ويخدع شعري الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى