في فوهة الحرب
فايز المعداوي | مصر
إلى زوجتي العزيزة، الحب الذي ينام
في فوهة الحرب، جعلنا نخشى الاقتراب
أكثر من البعد، والعودة عن الرحيل،
لكنني سأعود
هكذا قال المغنى
لم تفهم جدتي المعنى
وضعت قلبها على أذن الراديو
وتهيأت لزوجها
خلعت شالها
شافت المرآة انسدال الضوء
من الخصلات البيضاء
فغسلت عينها بها
وتورات تسبح بما رأت
عجنت الخيبات والأيام بالدمع
ووضعته في الفرن البلدي
وضعت خلخالها على الجدار
فصار يغازل البيوت المجاورة
كلما عبأت الشمس وجهها به
انعكس الضوء ورسم شبابها
ضفيرة على شباك الجيران
خيطت عباءتها الممزقة
من أثر أقدام الحياة
غسلت تجاعيد الغياب
من كوثرها _ قناية الغيط _
الذي يمر من أمام بيتها
هندمت خريطة قلبها
المتعبة من استقامة
بوصلة الانتظار
نبت العمر الأخضر
بين خطوط جبهتها
استنشقت روح الزوج
من صورته داخل البرواز المعتق
علقت على صدره
عقدا من خطاباته التي لم ترسل بعد
جدتي المسكينة لا تعرف الفرق
بين سماعة الهاتف والراديو
في كل عام ترسم الابتسامة
علي باب الدار
وتنتظر زوجها
من فوهة الحرب