سوالف حريم.. معك ” وِلْعَة ” يا أستاذ؟
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
هذا ما حصل أمامي وعلى مسمعي، عندما شاركت في معرض فني في إحدى المدارس في قرية مقدسية مجاورة، حيث رأيت عددا من التلاميذ يدخنون السجائر في باحة المدرسة، وتقدّم واحد من أستاذه وسيجارته بين شفتيه وقال لمعلمه:
معك ولعة يا أستاذ؟
صدمني الموقف إلى درجة الذهول، أشفقت على ناسنا في هذا الزمن الرّديء، ترحمت على أيام زمان الجميلة عندما كان المعلم يحظى باحترام كبير مثل احترام الوالدين، وكانت مكانته الاجتماعية عالية جدا، عندما ذكرت ما رأيت أمام عدد من الأقارب كانوا في زيارتنا، قال سبعينيّ منهم: أنه حتى الآن وعدد من أحفاده متزوّجون يخجل من أن يشعل سيجارة أمام معلمه الذي يكبره بخمس سنوات، وأنه يعتبر معلميه قدوة وذوي فضل عليه، ومما قاله أنّه وأبناء جيله كانوا يتسابقون لحمل حقيبة معلمّهم مع وزنها لا يزيد على كيلوغرام واحد.
ولم أجد أمامي سوى أن أقول : كان الله في عون معلمي هذا الزمان. وبكيت على مستقبل أجيال قادمة.