سوالف حريم.. أبطال من ورق وأدباء من حسك ومنشورات فاضية
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
لاحظت أنّ عددا من الشابات والشباب يجمعون “خرابيش” لا شكل ولا مضمون ولا تصنيف لها، يجمعونها ويصدرونها في كتاب يدفعون ثمن طباعته، ويصنّفونه شعرا، وأحيانا يعتبرونه قصصا، وتارة يتواضع أحدهم ويعتبره “نصوصا أدبية”، والأدهى أنهم بعد ذلك يعتبرون أنفسهم أدباء، طبعا دون دراية منهم بالمواصفات التي يجب أن تتوفرّ في الكاتب حتى يستحق لقب “أديب”؛ لكن المأساة تأخذ أبعادا أكثر مما يجب على صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”.
وهذا ما أضحكني هذا اليوم من باب “شر البلية ما يضحك”، فأحدهم كتب بأنه سيعمل “مجزرة” هذا اليوم تتمثل بشطب صداقته مع من لا يتفاعلون مع ما يكتبه، دون أن يدري أن كتاباته لا تستحق النشر ولا القراءة، ولا يعلم أيضا أن لا أحد سيكترث من شطب صداقته، وأكثر من واحدة نشرن صورا لوجبة الغداء التي يعددنها، وكأن لا أحد يطبخ غيرهنّ، والأعجب أن هناك رجالا ينشرون صورا لموائدهم، علما أنه لا غريب ولا جديد فيها، فأحدهم تفاخر بوليمته لضيوفه التي هي عبارة عن “الكرشات والرّؤوس”، فهل يعلم صاحبنا هذا أن هذه أكلة شعبية يأكلها الفقراء قبل الأغنياء.
لكن المضحك المبكي هو ما ينشره أحدهم أو إحادهن مفاخرين بأنهم حصلوا على درع تقديري إلكتروني من مشرفين على صفحة في “الفيس بوك”، دون أن يدري أن الصفحة والمشرفين عليها مجهولون لا علاقة لهم بالإبداع، والبلية الأكبر أنهم يتقبلون التهاني والمباركات على ذلك. والأمثلة كثيرة على هكذا أمور.