حال غريبة جدا
فتحي مهذب| تونس
(إلى روح أمي التي ضربها الفالج)
بعد موتها الدراماتيكي ..
وهروب روحها الجميلة في منطاد ساحر..
أهديت كرسيها المتحرك إلى (شيخ البحر)..
طاقم أسنانها إلى بحار فقير..
ثيابها إلى حارس المقبرة..
سريره إلى عازف كمان ضرير..
صرت أصفق الأبواب بعكازتي .
كما لو أن حريقا سيلتهم مؤخرتي..
أو ملاكا سيئ الطباع
سيكسر أسناني بهراوة ..
ويختلس أطفالا لم يولدوا بعد
من عمودي الفقري .
أرمي نظاراتي في الهواء
لأن جورج لويس برخس
يحلق أمام البيت .
يتطلع إلى رؤية وجهي..
لإهدائي (كتاب الرمل) ..
صرت قلقا كثيرا مثل (ثعلب الميتافيزيق)..
مثل إمرأة حامل في السجن..
مثل( غريغور سامسا )
مختبئا متخبطا مقلوبا على ظهره.
محدقا في السقف الآهل بالعناكب
معملا عقله في ماهية الموت..
صرت غريبا جدا ..
طابورا من الناس المضطهدين..
مهددا بالعمى بخفافيش الكهوف المظلمة..
بسقطة مدوية في قلب الهاوية..
صرت أستمني كثيرا في الليل..
لأستأصل شأفة نسلي ..
أفجر جسر الهيولي
ليظل أطفالي عالقين في العدم..
داحضا حجج الغبار..
بعد موتك عميت روحي ..
أكل النهار أصابعه دفعة واحدة..
صار الليل يتبعني مثل كلب أليف
إلى الحانات القديمة..
ولجلب النسيان إلى حضرتي.
أرسل سيارة إسعاف ملطخة
بدم الذكريات .