الزائر المقيت
ثامر سعيد|العراق
أنا لا أكتبُ الآنَ قصيدةً
بل أرضَعُ الأنينَ
من نافذةٍ مجاورة .
هذا الليلُ بغربانهِ كلَّها
ما أنفكَ يدعوني إلى فنجانِ قلقٍ
ووجبةِ أفكارٍ شائكةٍ .
القلقُ رسولٌ كاذبٌ
هو صديقُ الريحِ
صديقُ الريحِ القميئةِ
الريحِ القميئةِ المخاتلة
كلّما زفرتْ
سقطَ غصنٌ من شجرةِ العافية .
طالما كنتُ عندَ عتبةِ بيتي
أنشُّها بجناحينِ متعبين
وأعودُ إلى القصيدةِ
بجرعةِ أوهامٍ باطشةٍ .
كان عليَّ أن أدركَ
إنها قد تسللتْ كزائرٍ مقيتٍ
شربتْ من برّادِ الماءِ
مرّاتٍ كثيرةٍ
وشاركتنا وجباتنا اليوميةَ كلّها
ومن يدري ..
كم مرةً دخلتْ إلى صالةِ الضيوفِ
أو المطبخِ ؟
كم مرةً استخدمتْ فرشاةَ الأسنان
أو منشفةَ الحمام ؟
وكم مرةً استنشقتْ مثل متسوقٍ
فضولي
وردَ المزهرية ؟
ولأنها قميئةٌ ومخاتلة
سأحجرُها كجملةٍ بلهاء
في نصٍّ باهتٍ على ورقِ المرحاض
أو أرسمها على جدارٍ آيلٍ
إلى السقوط
على هيئةٍ نكتةٍ سَمِجة .
أيتها الريحُ
ما رأيكُ بلعبةِ شطرنج
فبيادقي أحرقتْ سفنَها
والبحرُ مخيفٌ وعميق ؟