درّة المدائن
رشا فاروق | مصر
قدّيسةٌ أنتِ
عيونك نبع قزحي العطر
تتراقص فيها يمامات الفرح
قلبك دوحة أحلامٍ وارفة العبق
قصوا أجنحة طيفك
فتطاير أنينك أغنية
فوق جبين الغيم
خبّأت حبك طي صفحاتِ أشعاري
لن يستطيعوا
أنْ يحجبوا
شمسَ عينيكِ
وتغريدَ عصافيرِ فجركِ الفيروزي
بسحبِ الحرائقِ
ودخانِ البنادقِ
يا درة المدائن
خانوا نسائمَ بحرِكِ الفياض
أطفأوا ابتسامة شفاهِكِ الوردية
أحاطوكِ بثوبٍ من الأحزانِ يا ملاك الدنيا وأنغام أبجديتها
بكتك السماءُ
وتلك الزيتونة المعفرة بالرماد ..
وروتْ ثرى الشهيدِ بلأليء المطر
لعلّها تُطفئُ
نارَ الغدرِ المشتعلة بين جنباتِ حاراتِكِ الطيبة
كم ضوءًا يلزم كي تُلملمي
شتاتك المعجونَ وطعناتِ الغواية؟
متى تستعيدين براءتك من ذاكرة الزمن؟
يا وردة الجرح
تشتكين الغربة
عن وطن مخنوق بصمته
قلّموا أوراقَكِ الخضراءَ
كي لا يمنحوكِ الحياة!! ..
وأنفاس الحرية.