لِما يشذّبُ الخيال َفي حزام التنزيل
المهدي الحمروني / ليبيا
الصباح في هدوئه الريفيِّ
الكسول
أكثرُ أمانًا واستقرارًا
نحو التفاؤل
الطيور المهاجرة
عزَّ عليها العبور
لما لحبيبتي
من خيالٍ
في أثير كلٍّ كائن
حضوره الخفيُّ
في الأمكنة
في جذور
القصيدة البكر
في تجدد عبقرية المعنى
النعوت ترتبك في ندائها
والأسماء تُفتَّقُ أصواتها لصداها
لأنها شاعرةٌ تُلزِم اللغةَ تشكيلها المموسق
نحو قراءتها مليّا،،
أيُّ مددٍ يعبُرُ بارتباكي في هذا الاصطفاء المؤنس الغمر؟
أنا أسيرٌ لمشيئة احتوائها المؤزَّر
بمشيئتها
وبدونها
حين توسِمُني أُفقًا من جلالها المُلهم
أسألهُا بردًا وسلاما
من حُمّى الكنف
وتبنٍّ في رواقٍ
كمأوى يُتم
يُعمِّدني إلى ولائها
في طقسٍ حميم
بخصوصية أسطورة
لما يُلقِّمُني نهدًا لشعرٍ عابد
بلهفةٍ مؤبدةٍ
من دفء العناق
لاخوفٌ عليه ولاهم يحزنون من فِطامٍ جائر
كل ممالكها مؤممةً لشغفي
كم أنا مُمتنٌ لقدري الموارب
حين قادني لاكتشافها
أريد أن أقضي الليل حرسًا على غفوتها
لا يغمض لي جَفنٌ عن إرث كنوزها
لتهبَني معجزةً فريدةً من كرامة سُفورِها الأعظم
لأتلو تراتيل وصفها الجليل
جُنِنت بها مغايرةً للسائد
في مُطلَق وعيٍ راهبٍ حول عرشها
حتى تأذن بدخولٍ آمنٍ
إلى بابه
كي أُقيم شعائر تفنى
في دهشة تمقُّلها
وحتى تنظر ما تكون فاعلةٌ بي!
أود تصحيح التشكيل في جدارية السيرة
استمطارَ الدعة في أوهام
قفر الغابة
لِما يُشذِّبُ الخيالَ
في حِزام التنزيل
ويُعمِّد النص إلى مجازٍ
مُعافى
تِلكِم السُّحنةُ المشوبةُ
بشهدٍ من الوحي
كخمرةٍ من محار
في ضفة نهرٍ استوائي
خفيٍّ عن الرؤيا
غزلُها إرثُ قصيدتي
أُحبها بما لا يحتسب الحب
أخصَبُ من أرحام القريحة
أنبَتُ من فلذة
الكلام
________________________
ودّان. 23 أيلول 2020 م