سوالف حريم.. تدوير
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
كتب لي أحد الأصدقاء تعقيبا تحت صور أعمال تدوير يدويّ لبعض الأشياء المستهلكة قمت بها:
ممكن تعملي تدوير للمسؤولين!
في البداية ضحكت من التعقيب، غير أنّ فكرته الطريفة ألحّت على عقلي ووجداني، ففكّرت بمسؤولين من عربان هذا الزمان، فأصابني حزن كبير على أمّتي يصل إلى درجة الاكتئاب، فها نحن في أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين وهناك حكام لبعض دولنا – التي أصبحت رهينة لقوى معادية – أمّيّون أو أشباه أمّيّين، ويجري التطبيل والتزمير للواحد منهم وكأنّه وحيد زمانه وفريد عصره، في حين وصل غيرنا إلى كوكب المرّيخ، وهناك من بلغوا من العمر عتيّا، ومن الوهن ما يثير الشفقة، لكنهم متمسكون بالكراسي وكأن الله لم يخلق في شعوبهم سواهم، وهناك مسؤولون مارسوا الفساد بأبشع صوره، فجرت ترقيتهم بدل معاقبتهم، وهناك من خذلوا شعوبهم وفرطوا بالأوطان ويدّعون انتصارات وهمية يندى لها جبين الإنسان….وهناك…وهناك …وهناك من دوَروا الشعوب، وكذبوا، وتسلقوا و… و….ولا سامحهم الله، لأنّهم باقون كما هم وغير طيّعين للتدوير.