ما أشبه زمننا بزمن بألف ليلة وليلة

سمير حماد – سوريا

كم كان نيتشه على حق, حين قال: إن الدم يفسد أكثر العقائد صفاء, ويحولها إلى ما يشبه الهذيان, أليس الدم أسوأ شاهد لإثبات حقيقة ما.

كم يشبه هذا الزمن الذي نعيشه الآن بعبثيته ولا معقوليّةِ أحداثه الخرقاء, وجنونه, زمن ألف ليلة وليلة, حيث الخرافة تتربع عرش الواقع.

الكذب والحيل, هما سيّدا المواقف كلها, والأدوار في أكثر حكاياتها, يتبادلها الملائكة والشياطين, كل في موقع الآخر, والفواجع مضحكة, والخلاص من أية محنة, يقود إلى محنة أعظم.

تتناسل نوادر الكِدْية والحِيَل, بين الزعماء والدول, ولا تتّعظ الشعوب وتقتنع بأن الأرواح المهدورة التي تذهب مجاناً, إنما الغاية منها تثبيت زعيم, أو التخلّص من آخر, ونهر الدم لايتوقف، ونهاية النفق ما زالت غامضة وبعيدة.

(هل نحن أمام رؤيا جديدة , أو مستعادة ليوحنا المعمدان)؟

هل أحدٌ يتصور شكل المنطقة بعد هذه المحنة التي بدأت ولا نرى لها انتهاء؟ (مسكونون بالأمل) نعم, ولكن فراشنا من الشوك, وطريقنا إلى النهاية أعسر من طريق الجلجلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى