رؤية حول ما يراود الذات وهي تبحر في عباب السطور
هشام صيام | مصر
ببساطة ودون الولوج في ماهية التعقيدات الأكاديمية الخاصة بالنقد تذهب بي هذه الرؤية نحو حلولية مختلفة في محاولة فهم ما خلف المرايا الخاصة بمساكن الحبر في وطن السطور
النقد أمانة بالفعل والناقد الأمين هو من لا يَغبن الحرف ويمنحه حقه بكل العمق في السبر والتأويل المتاح. نحن نهدهد الحرف حتى يبوح بأريحية، ولا نستنطقه بمبضع الجراح فنتركه وهو مغطى بلفافات الشاش على طاولة التشريح يلفظ أحباره
الناقد الحاذق هو من يرى بعين المبصر مواطن الجمال وحرية الحركات الشاعرية في الدفق ويلمح ما وقر في راحات التأمل من رمزية وضعت شيفرتها بعناية في أماكن ـ البقع العمياء ـ خاصة بلوحة النص الأدبي.
هنا نرى مقومات الناقد الذي يعي ويشعر بما يعتري ناسج الحرف ويحاول أن يكتب بمداده ، وكأنه يمهر السطور تأريخا لحركات القلم الناسج على السطور عبر محاولة لسبر رؤيته الماثلة والتي تم تعميتها أمام نظر القاريء وهذا من خلال التأويل الجيد واستبصار التناصات وإسقاط حضورها المناسب ، والأهم تلك التناصات المستترة التي تحتاج خيالا أكبر لدى من يبحر في عباب النقد ، فتلك التناصات المستترة تغير من مسار الرؤية إن تم الكشف عنها بحذق.
كما هو الحال مع الصور خاصة تلك المتنامية التي تتمخض عن صور أخرى وهذا إبداع يصنعه الدفق الشاعري في الغالب وليس التأمل أو التقصد، لكنها دفقات إلهام النفس الشاعرة والتي يعقبها التأمل دائما.
في الختام.. النقد ليس مجرد وضع الضوء على سلبيات النص ـ فالكمال لله وحده ـ ولكنه إبحار في مواطن الجمال اللغوي والتعبير وفك لشيفرة النصوص الرمزية بعمق وأمانة والوصول إلى منصات عروج النص ومحطات المثول ما قبل عروج جديد قد ينطلق عبر موجة تعقب انضغاطا تصويريا أو إنزياحا تكتونيا للأبجدية يُحدث بديعا بيانيا في التعبير الأدبي.
وعن يقين أقول دائما: من بلا خطيئة حرف فليرجم حروف الأبجدية بالحجارة