بكاء اليمام
فايز حميدي | فلسطين – السويد
هي حِكاية صَرخةٍ حُرةٍ وَمُخاضُ
وأشجارٌ مَقطوعة الكَفينِ
أدركتها الأحزانُ والأوجاعُ وغدر الزَّمان
صرخةٌ فجرتْ ماءً لظامئه
صحوةٌ على وَطنٍ تَسكنهُ
الآهاتُ
والقهرُ
وانتحاب المساء ُ
وأقمرَ في غَسقِ الدُّجى
حُلمٌ تَوضأ بالنَدى
لوحةٌ من ضياءِ
ومن سلالة النّور
تفتحتْ أكمامُ سِوسنةٍ بَيضاء
خضبتْ ضَفائِرها بِرذاذ الحُلُم
وزفتْ تَباشير الأملِ
وفي مَوسمِ عُرس الشَّمس باحت بأسرارها
فأمستْ أنشودَةٌ للبلادِ
وأزهرَ في الرُّوح شَقائقَ النُعمان
وفرح الرَبيع ونجمة الصّباح
عبيرُها أريجُ روضةٍ تحت المَطر
وأول المَاء القُراح
هتافٌ وأحلامُ الشُّروق
وانداحَ من ظلمةِ الليلِ البَغيضِ
ضغائنٌ تقتاتُ من مُستنقعِ التاريخِ وَضاعتها
ونصلاً يحزُّ الوَريد
وتناقلت الدُّروب عُبوسَ سَحابة
ندتْ بآهتها المَديدة
لبستْ ثوبَ الحدادِ شفق البنفسج
لون أردية الضحية !!
ذَاكرتي بَحرٌ
بأمِ عيني شَهدتُ الوَقيعةَ
وَلدغةُ المَوتِ
وإضاءةُ الأشلاءِ
والرَّدى يزدردُ الرَّبيعَ
جزرٌ من الدَّمِ هُنا
ولوعةٌ وسقامٌ هُناك
الدُّموع في كلِّ عينٍ
والقهرُ في كلِّ قلبٍ
وارتحالُ النَّهار
وعشتارُ أمُّ الخَصب تَحكي حكايةَ جُرحِها
وفي المعصمينِ صَدأ القُيود
تلملمُ أوجاعَ تموزَ
دمٌ ودمعُ
وقلقٌ ممضٌ
والعيونُ تقولٌ مالا يُقالُ
وظلَّل وَجه العاشقِ دموعُ اليَتامى
ولونُ الألم
وبكاءُ اليَمام
وبكتْ شُجيرة الصبَّار
أيَّتها الأرض الحَزينة
نشيدُ الرّوح يُكدره صَدى الوَداع
على قَلبي بًقايا الجِراح والسُّحب الثَقيلة
ورمادُ المَحرقة
منْ يعيد الوَهج للكلماتِ والجَمال للنغماتِ بعدَ جلدَ السنين وَشراسة الحِرمان ؟!
منْ يَطرد هوامَ الليلِ والذئاب الغًريبة ؟
منْ يَعبر النَّهر للياسمين وَيرأب الصَّدع في ذاك الجِدار ؟
( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية ) ..