كلام يحترق
عزيز فهمي | كندا
اللوحة للفنان الدنماركي: بيدير مورك مونستيد
كيف أنقذ عطشي
من فكرة الانتماء للماء؟
الصحراء التي تسكنني
لم تعلمني أن أكفر بالسراب
لم تهبني ظلا أُرقِّصَه كما أشاء
موسيقى الحريق صاخبة
في هذا المدى المتسكع في أمكنتي
سيقان الرؤيا قشرها التأويل
فانبعثت الغربان من الرماد
لا مفر من شوك الصبر
إن أردت أن تخضر تحت قدميك الرمال
لا مخرج من هذا النفق
إن لم تدرب سواعدك على العمل
ستوسع العتمة العمياء
تطول كعنق زرافة
تتفرع كأفواه أخطبوط
فبأي اسم أجيئك
كي تدرك هذا الكلام المعلق من رجليه
على حبل أسئلتي؟
أي تميمة أُعبِّد بها إيمانك
كي تلتقي السماء بالأرض
في قصعة غرورك؟
كل الأسماء تئن في واحة الحشر
أي جرح أهبه قربانا للآلهة
لتعيد ترتيب الأغنيات في فم الكون؟
يكون أمل…
تكون ذكرى…
نكون أشجارا في حديقة القدر
فلا تتأخر أيها المطر
أنقذنا من وحي الجمر
كي لا تعبث الريح
برمادنا
لا يختفي فجرنا
في الفجر
النمل الذي علم المقدوني حلاوة الكد
فانتصر…
يرتل علينا مزامير الدهر
في هذا النفق المعتم بالأحزان
يشرح لنا أدبيات الجد
ننتصر على الجراد
كي لا يردي أرضنا خرابا
لا يبيض فيها جماجم مجنونة
وهياكل عظمية تتفاخر بضلوعها العوجاء
علينا أن نعتبر
كل شيء يبدأ أخضر
كغابة الأمازون
فيحترق كروما في كف نيرون
كالشمس منذ الأزل
كم رفعنا أعيننا
لكننا لم نتعظ من جثة القمر
تبعنا كلام الشعراء
غاوون تارة
نحرك الرؤوس قبولا ورفضا
عشاق تارة أخرى
نغمض الأعين ونتمى
فثَمُلْنا بالتشابيه الجميلة
“عيناك ….
شفتاك….
كابتسامة إلزا
في قصائد اراغون
كدلال ليلى
في غزليات المجنون
الرماد كحل
الشحوب ضياء
حالة سُكْر تؤدي
إلى الهاوية
إن احترق في كؤوسنا
التين
والنخيل
والزيتون
والعنب
واحترق الغد
آه …
بماذا سينفعنا
الندم
ماذا عساه يفعل أمام
أطلالنا
بكاء القلب
أو طوفان من الغضب…..؟؟؟؟