كرائحة الياسمين
معين شلبية | فلسطين
شهيَّاً كلقاءٍ.. كانَ فِراقُنَا الافتراضيُّ
ذاكَ المُبَشِّرُ بِسَقْطِ الشَّوقِ المُشْتَعِلِ المُنْهَكِ المُنْهَمِكِ
بزهرَةِ الغِيابِ الَّتي تتساقَطُ باسمَةً
على سريرِ حَنينِكِ المكسورِ.
كأَنَّمَا، لا رغبةُ العمرِ يَفْضَحُها المساءُ
ولا تَبكي رسائِلُ غادَرَتْنَا مُذْ صارَ التَّأَمُّلُ فكرةً
في غيرِ موعِدِهَا تقول:
حاصِرْ حنينَكَ بالجُنونِ، سيكونُ صعباً أَنْ نَكون.
كانَ في رائِحةِ الياسمينِ على الضِّفافِ ما أَحْبَبْنَا
وكانَ الانتظارُ الَّذي رَسَمْتُ عليهِ خَطْوَكِ
مِنْ أَوَّلِ الدَّرَجِ الطَّويلِ لا يَبينُ ولا يَزول
لكنِّي أَقول:
مِنْ أَينَ جاءَ الانتظارُ؟
وكلُّ هذا العمرِ كانَ يَرسو في مهبِّ الذِّكريات
كأَنَّ ما فينا تعالَى أَو تداعَى أَو هَمَى
لأَختتمَ الرِّوايَةَ مِنْ بدايةِ ما انتهَى.
لم يبقَ إِلَّا الانتظارُ..
لم يبقَ إِلَّا الانتظارُ يُرشِدُني إِلى كلماتِيَ الأُوْلَى
ونحنُ فوقَ الرِّيحِ مَنْسِيُّوْنَ خلفَ غيومِنَا الزَّرقاءِ
يَلمعُ تحتَنَا برقٌ ويَعبرُ فوقَنَا رعدٌ
ونَبحثُ عن محطَّتِنَا الصَّغيرةِ
في شُرفةِ اللَّيلِ الأَخيرَة.